تحليل: الأسد في الصين هرباً من الضغط الروسي الإيراني العربي

تشكّل زيارة بشار الأسد إلى الصين، حسب تقارير أجنبية، فرصة لإحداث نقلة جديدة في العلاقات الثنائية، خاصة وأن بكين تبدو مهتمة على نحو بعيد بتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط؛ في سياق التنافس القائم بينها وبين الولايات المتحدة.

في تحليل كتبه الكاتب كيفار شيخ فأن زيارة بشار الأسد الأخيرة إلى الصين التي لم يزرها منذ 2004، جاءت للتهرب من الضغطين الروسي والإيراني الساعيين إلى تطبيع العلاقات بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي،

حيث يصرّ الأسد على انسحاب القوات التركية المحتلة من سوريا كشرطٍ رئيسٍ لتطبيع العلاقات مع صديق الأمس (أردوغان)، فيما يرفض الأخير هذا الشرط واصفاً إياه بالـ “غير المنطقي”، وهو ما يعكس فشل روسيا في هذا المسار، حيث يفسر الإصرار الروسي في هذا المضمار بأنها راغبة في جرّ تركيا إلى جانبها والتفرد بالأميركي في شمال شرق سوريا، ثم أن هناك رغبة روسية إيرانية تركية في إخراج الأميركي من سوريا، كلّ حسب مصالحه.

ومن الأسباب الأخرى للمساعي الروسية أن موسكو باتت مشغولة بلملمة آثار الحرب في أوكرانيا، في ظل العقوبات الغربية المشددة عليها من جهة،

ولعل رفض الأسد التصالح مع أردوغان، وكذلك الوضع الاقتصادي في روسيا، هو ما حدا بالروس عن الامتناع عن مساعدة حلفائها في حكومة دمشق، التي وصلت إلى وضع اقتصادي كارثي، دون وجود أي حل للأزمة السورية.

الوضع الاقتصادي الروسي السيئ ينطبق على حليف حكومة دمشق الثاني؛ فإيران ليست في وارد تقديم أي دعم مادي، لأن أوضاعها الاقتصادية لا تسمح لها بذلك، هذه من جهة، ومن جهة أخرى.

وقبل توجُّه الأسد إلى الصين وبعد رفض كل من طهران وموسكو مساعدة حكومة دمشق بالمال، كانت حكومة دمشق قد توجهت صوب الدول العربية والتي اشترطت عليه مبادرة “خطوة مقابل خطوة”، مقابل دعم مادي عربي لدمشق.

هكذا تراكمت المطالب العربية فوق المطالب الروسية الإيرانية، ولعل هروبه نحو الصين، يُعدّ أحد أهم الأسباب للتهرب من الضغوط، فالصين لم تتدخل عسكرياً في سوريا، وربما توجّه الأسد إليها للمساعدة المالية، هو لإعطاء الصين دور في إعادة إعمار سوريا، حيث إن روسيا وإيران غير قادرتين على ذلك، للعقوبات المفروضة عليهما، وقلة إمكاناتهما بالمقارنة مع الصين، فضلاً عن وجود سوريا ضمن مباردة الحزام والطريق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى