
أدت حروب نظام الحداثة الرأسمالية إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والكهرباء وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية في معظم أنحاء العالم مسببة موجة تضخم عالمية آخذة في التفاقم لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عام 2008.
باتت شعوب العالم بما فيهم الشعب السوري وشمال وشرق سوريا خاصة ترزح تحت تأثير الأزمات الاقتصادية والمعيشية وذلك على وقع تصاعد الصراعات السياسية والعسكرية وارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وبهذا الصدد قال الصحفي السوري، حسن رمو، “إن نظام الدولة القومية الموجود في الشرق الأوسط أنهك المجتمعات، لأنه لم يسعى لإيجاد الحلول لمشاكلهم، ولم يسعَ إلى جعل بلدانه منتجة بل كرّس الفقر في المجتمع لضمان السيطرة عليه عبر تحويل قطيع الجائعين إلى جيش مطيّع يخدم أجنداته، ويبعده عن التفكير بالسياسة التي هي فن إدارة المجتمع”.
منوها أن نظام الحداثة الرأسمالية يعيش أزمة عميقة انعكست على شكل حرب عالمية ثالثة ما أثر سلباً على اقتصاد جميع دول شرق الاوسط والعالم.
حسن رمو: شمال وشرق سوريا أفضل حالاً
وحول تأثر سوريا بالأزمة الاقتصادية العالمية، أوضح رمو أن مناطق سيطرة حكومة دمشق وكذلك المناطق التي تحتلها تركيا تعيش أوضاعاً معيشية سيئة, مؤكدا “إن مناطق شمال وشرق سوريا أفضل نسبياً من المنطقتين الأخريين في سوريا لجهة ارتفاع الرواتب والأجور مقارنة معها وانخفاض الأسعار من جهة أخرى بسبب الطبيعة التنافسية في مجال التجارة”.
وأضاف أن “شمال وشرق سوريا جزء من منطقة الشرق الأوسط، وجزء من سوريا، وتعيش حصاراً من جميع الجوانب بسبب مشروعها في الإدارة الذاتية الذي تعاديه دول الجوار التي تحتل أجزاء كردستان، ولذلك يكون التأثير على هذا الجزء من سوريا مضاعفاً”.
حسن رمو: سياسات البعث هي أساس الأزمة السورية
وتحدث رمو عن دور سياسات حكومة دمشق في هذه الأزمات، قائلاً: “صحيح أن الأزمة والحرب دمرت الاقتصاد السوري، ولكن سياسة حزب البعث هي سبب الأزمة من أساسها، لأنه حصر كل شيء بالعاصمة دمشق وحلب وحمص، أما بقية المناطق فلم يتم إعارتها أي اهتمام ولم يتم تقديم أية خدمات لها”.
حسن رمو: الاقتصاد المجتمعي يحرر المجتمع من قيود الرأسمالية
مشيراً إلى أن “الاقتصاد المجتمعي هو نموذج بديل للاقتصاد الاستغلالي الرأسمالي الذي يحتكر الإنتاج والأسعار، وفي هذا النموذج يقرر المجتمع نظامه الاقتصادي ويقرر المجتمع أساليب تأمين سبل معيشته”.
ونوه أن الأنظمة القومية لا ترغب بالاكتفاء الذاتي حتى لا ينتفع المجتمع ويبقى عبداً لها.