كارثة الزلزال وعدم فتح المعابر أظهرا إصرار القوى الخارجية على خنق الإدارة الذاتية

أظهرت الكارثة التي حلت بالسوريين جراء الزلزال الذي ضرب تركيا ومناطق عدة في سوريا؛ الوجه الحقيقي لحكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي وحتى الأمم المتحدة، ومدى وحشيتها وإصرارها على إفشال المشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

بعد الأزمة السورية وتدخّل القوى الخارجية، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي التي احتلت أجزاء واسعة من الأراضي السورية، أُغلقت جميع المعابر بين المناطق التي تحتلها تركيا والمناطق السورية الأخرى، وفي المقابل سعت وتسعى حكومة دمشق عبر سياساتها اللا مسؤولة إلى فصل المناطق التي تسيطر عليها عن مناطق شمال وشرق سوريا عبر اتباع السياسة ذاتها اذ تعمد إلى إغلاق المعابر التي تربط بين شمال وشرق سوريا والداخل السوري وعددها ثلاثة وهي ؛ معبرا الطبقة والتايهة في منبج مغلقان من قبل حكومة دمشق، 20 آذار 2021، اللذان كانا يستخدمان للتجارة والحركة المرورية ثم فتح معبر الطبقة ومعبر البو عاصي في دير الزور للحالات الإنسانية.

شرقاً، يربط مناطق شمال وشرق سوريا مع جنوب كردستان معبر سيمالكا، بالإضافة إلى معبر السويدية، ومع العراق معبر تل كوجر، وهو مغلق منذ 2020 بقرار من مجلس الأمن، بفيتو مزدوج من روسيا والصين.

جميع المعابر بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق حكومة دمشق، وبين دولة الاحتلال التركي ومناطق الإدارة الذاتية، وحتى المعبر الوحيد بين الإدارة الذاتية والعراق في تل كوجر، مغلقة؛ بغية فرض إملاءات على الإدارة الذاتية، وقد ظهر ذلك جلياً عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، 6 شباط، حيث فُتحت المعابر في المناطق المحتلة، بالإضافة إلى إنشاء جسور جوية بين حكومة دمشق وبعض الدول العربية من أجل إدخال المساعدات، حتى إسرائيل العدوة الأزلية لحكومة دمشق كما تدّعي، أصدرت تعليماتها بتقديم المساعدات لضحايا الزلزال السوريين. فيما عرقلت دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق فتح المعابر بينهما وبين الإدارة الذاتية التي أرسلت شحنات إغاثية وإنسانية إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال.

هذا وفي الوقت الذي تصف فيه منظمة العفو الدولية حصار حكومة دمشق لمناطق الشهباء بـ “الوحشي”، لم تتطرق إلى إغلاق معبر تل كوجر، ولا الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا, ما يثبت ازدواجية سياساتها مع المواضيع الإنسانية.

الحصار مستمر على مناطق شمال وشرق سوريا رغم الزلزال و الوباء

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى