أردوغان وقناع الإسلام السياسي.. إيديولوجية قائمة على الهيمنة والتسويق الخارجي

عمد حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان منذ توليه الحكم في تركيا إلى استخدام الإسلام السياسي وتوظيفه لتحقيق أهدافه التوسعية في علاقة تقوم على الهيمنة وتسويق الإيديولوجية المتطرفة إلى الخارج.

علاقة قائمة على الهيمنة وتسويق الإيديولوجية المتطرفة إلى الخارج, هي أبرز السمات التي اتصف بها حكم حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان لتركيا خلال ثمانية عشر عاما مضت في علاقته مع الإسلام السياسي والذي روج له بشكل كبير لتنفيذ أهدافه التوسعية ومشروعة القائم على إحياء الحقبة الدموية للعثمانيين…… بداية الاستثمار في إيديولوجيا الإسلام السياسي من قبل أردوغان كانت بالاعتماد على أجندة خارجية قائمة على استقطاب المنطقة والاستثمار في تناقضاتها, ما بدا واضحا من خلال تدخل تركيا في الدول التي تعاني من صراعات ونزاعات, آخذًا من هذه التدخلات أشكال عدة ففي سوريا عمد النظام التركي الى استخدام مجموعات المرتزقة والتي تحمل أفكارمتطرفة ومرتبطة بشكل مباشر مع القاعدة في احتلال العديد من المناطق في الشمال السوري .. الحال في ليبيا لم يكن افضل حيث عين أردوغان شخصيات فيما تسمى بحكومة الوفاق التابعة لجماعة الاخوان المسلمين في المناصب السيادية لينتج عن ذلك توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية ضمن بنود وشروط تفتح الباب أمام هيمنة تركية خالصة على هذا البلد الافريقي ……. مواقف استعراضية وخطابية، أظهر أردوغان نفسه بها بهدف كسب ولاءات مجانية لدعاة الاسلام السياسي في المنطقة بدءا من الحديث عن القضية الفلسطينية ثم مناصرة حركات الإسلام السياسي الصاعدة خلال سنوات الماضية واحتضان المعارضين الإسلاميين بعد فشل تجربة الإخوان في مصر متحالفاً في ذلك مع قطر وآلاتها الدعائية.

الدول الاوروبية لم تكن بعيدة عن المشروع التركي وخاصة فرنسا والتي تتميز بموقفها الثابت والواضح من أفعال تركيا حول العالم في كل من سوريا وليبيا وإقليم آرتساخ إضافة إلى أعمال التنقيب غير المشروعة شرق المتوسط حيث تعرضت كنيسة “نوتردام” الواقعة في مدينة نيس جنوب فرنسا الى عملية ارهابية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم امراة تعرضت للذبح.

فيما قتل ثلاثة اشخاص وجرح اخرون في العاصمة النمساوية فيينا بعد ايام قليلة فقط على عملية نيس.

كل هذه العمليات تأتي حسب مصادر مطلعة بمثابة إنذار تركي لاوروبا على انها تمتلك سبل زعزعة الإستقرار والأمن هناك عبر الإرتباط الوثيق لهذه الخلايا النائمة التابعة للمتطرفين بأردوغان من خلال المؤسسات والمنظمات الدينية ونشرها الفكر المتطرف بناء على أوامر من الاستخبارات التركية حسب ماتحدثت به العديد من وكالات الأنباء العالمية وتقارير استخباراتية غربية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى