أردوغان يحول الدولة التركية من المؤسساتية إلى دولة الميليشيات

أثار طرح قانون حراس الليل لغطا واسعا في البرلمان، وبين النخب السياسية ووسائل الإعلام في الدولة التركية؛ لأن أردوغان وحسب معارضين يهدف من خلاله إلى تسليح أنصار الحزب الحاكم لمعاونة أفراد الجيش والشرطة وفقا لرؤية الحزب الحاكم.

بالرغم من حدوث خمسة انقلابات عسكرية في تركيا إلا أنها بقيت دولة مؤسسات واستطاعت التماسك في أحلك الأزمات، وهذه كانت قاعدة ثابتة منذ زمن ولكن مع حكم الإسلام السياسي بقيادة أردوغان تحولت تركيا من دولة المؤسسات الراسخة لدولة الرجل الواحد.

أردوغان يحلم بأن يكون المؤسس الثاني للدولة التركية بالبقاء حتى 2028 في الحكم 

حيث يحلم أردوغان أن يكون المؤسس الثاني للدولة التركية من خلال البقاء في الحكم حتى ألفين وثمناية وعشرين، وأن يكون رئيسا للجمهورية في الذكرى المئوية لتأسيس الدولة، واستطاع تحقيق ذلك من خلال تعديل الدستور التركي في ألفين وسبعة عشر لكي يتحول النظام التركي البرلماني لنظام رئاسي.

كما ولعب الانقلاب الفاشل أو المسرحي دورًا رئيسا في تهيئة الظروف لسيطرة أردوغان أكثر على المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال شركات الأمن الخاصة مثل “سادات”، والتوسع في منح تراخيص السلاح لأفراد حزبه ولتكتمل الصورة فيما بعد بقانون حراس الليل المقدم من قبل حزب العدالة والتنمية.

قانون حراس الليل يهدف إلى تسليح أنصار الحزب الحاكم لمعاونة أفراد الجيش

فهذا القانون قدم إلى لجنة المحليات في البرلمان التركي، ويهدف إلى تسليح أنصار الحزب الحاكم في المدن والبلديات لمعاونة أفراد الجيش والشرطة وفقا لرؤية الحزب الحاكم.

حيث يتكون من ثماني عشرة مادة، الأمر الذي أثار لغطا واسعا في البرلمان، وبين النخب السياسية ووسائل الإعلام أيضا، في بلد فيه أكثر من خمسين ألف سجين سياسي ومئة ألف شخص فصل من عمله لأسباب سياسية.

يهدف القانون إلى تحصين أعضاء الحزب الحاكم من الملاحقة القانونية ويصبغهم بصفة شبه عسكرية 

ويحمل القانون مزايا عدة منها، تحصين أعضاء الحزب الحاكم من الملاحقة القانونية ويصبغهم بصفة شبه عسكرية ويحول أفراد الحزب لرجال شبه عسكريين كما يعزز قبضة الحزب الحاكم على السلطة.

فهو خطوة استباقية لتأمين سطوة الحزب على المشهد السياسي وتعزيز سطوته الأمنية قبيل أي انتخابات برلمانية مبكرة محتملة، وبمثل هذا القانون يمكن ضرب أي محاولة انقلابية من خلال تسليح المدنيين وإعطائهم صفة شبه عسكرية، واعتبر معارضون أتراك أن الهدف من القانون التصفية السياسية والانتقام من خصوم أردوغان، وإطالة مدة حكمه،

وكذلك انهيار دولة القانون والدستور في ظل قضاء مسيس مسيطر عليه من قبل الحزب الحاكم، ويعين أردوغان نصف أعضائه، كما أنه ولّد حالة من اليأس السياسي في التغيير عبر صناديق الاقتراع الحرة.

يخصم القانون من رصيد تركيا وحظوظها في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي 

قانون “حراس الليل” يخصم من رصيد تركيا وحظوظها في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي في ظل هيمنة سلطة الحزب الواحد والرجل الواحد منذ التعديلات الدستورية في ألفين وسبعة عشر، وهروب العقول العلمية التركية وازدياد طلبات اللجوء السياسي في كل أوروبا.

حيث يمكن وصفه بقانون الحرس الثوري التركي لحماية عرش أردوغان حتى ألفين وثمانية وعشرين، والذي كتب بأيدي هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية الرجل الأقوى في نظام أردوغان.

أردوغان يحمي عرشه بـ”حراس الليل”: هل تتحول تركيا لدولة ميلشيات؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى