أردوغان يدعم فلول البشير ويستقطب مُنشقين عن الحركة الإسلامية

يواصل السفير التركي لدى الخرطوم، إجراء تحركات حثيثة على الساحة السودانية، وعقد لقاءات مع قوى سياسية ذات ولاءات وخلفيات إسلامية تحظى بنوع من القبول في الشارع السوداني, وذلك بغية استعادة نفوذ بلاده الضائع هناك.

مما لا شك فيه أن أردوغان، وبعد الإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير، قد فقد حليفاً استراتيجياً كان يُعوّل عليه في تعزيز النفوذ التركي في القارة الإفريقية.

وتقول أوساط سياسية سودانية إنّ تركيا تحاول اليوم جاهدة التسلل إلى المشهد مجددا، وهي تعمل مع قطر على خطين متوازيين، الأول الإبقاء على دعم “فلول” النظام السابق والثاني استيعاب قوى منشقة “ظاهريا” عن الحركة الإسلامية لكنها لا تزال موصولة بمشروعها,وتحظى بنوع من القبول في الشارع لجهة أنها سبق أن اختلفت مع البشير، وفي ضوء ذلك تحاول أنقرة استقطابها، في ظل إدراكها أن الرهان فقط على بقايا النظام من مسؤولين وقوى سياسية لم يغادروا ماكينته – إلى حين انهياره- غير مضمون وسيعمق الرفض الشعبي لها.

وبهدف استعادة النفوذ الضائع، عقد السفير التركي لدى الخرطوم عرفان نذير أوغلو سلسلة لقاءات، من بينها لقاء مع رئيس الجبهة الوطنية للتغيير غازي صلاح الدين، بحث الأوضاع في السودان والعلاقة بين الجبهة والحكومة الانتقالية التي شهدت في الآونة الأخيرة بعض التحسن.

ولوحظ مؤخرا صعود نجم صلاح الدين وسط شكوك بأن هذا الصعود مرتبط بمحاولة تحجيم نفوذ تحالف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الحراك الاحتجاجي ضد البشير، بيد أنه بات محل انتقاد من أطراف في السلطة وخارجها لجهة مواقفه حيال بعض الملفات.

وخلال اجتماعه بالسفير التركي شدد صلاح الدين، الذي انشق عن (حزب البشير)، على أن العلاقات السودانية التركية من الثوابت. وأشاد بما اعتبره دور تركيا في دعم السودان.

ويرى مراقبون أن التحركات التركية في الوقت الحالي تستهدف إيجاد أرضية خصبة مستقبلا، وليس على المدى القريب، لإدراكها بأن الارتكان إلى خيار الحركة الإسلامية غير مقبول شعبيا في الفترة الحالية، وأن دورها التخريبي على مدار الثلاثين عاما الماضية يجعل عودتها شبه مستحيلة الآن، بما يدفعها إلى التفكير في إعادة إنتاج نفسها بصور مختلفة عما كانت عليه في السابق.

ووجدت تركيا في السودان ” سلة إفريقيا الغذائية” ساحة مناسبة لخوض مغامرات سياسية وعسكرية، وممارسة ضغوط على مصر والسعودية، وتعزيز مكانتها الإقليمية من خلال استغلال ما أمكن استغلاله من ظروف داخلية وخارجية محيطة به.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى