أردوغان يستغل “جماعة الإخوان” لتحقيق مآربه الاستعمارية في الشرق الأوسط

يمثل إعلان أردوغان، عزمه إرسال قوات إلى ليبيا، خطوة جديدة تشير إلى تواطؤ أنقرة مع مشروع جماعة الإخوان، وتحقق أهدافها الاستراتيجية والتوسعية، بينما يبلغ أردوغان مآربه الاستعمارية في الشرق الأوسط، و”يلمع” صورته في الداخل التركي.
باتت أنقرة تستخدم جماعة الإخوان كورقة لتحقيق أطماعها التوسعية، حيث تشير وقائع متداولة على نطاق واسع، إلى أن المشروع التركي اتخذ ليبيا مسرحا جديدا لتنفيذ أجنداته الخاصة.
فاتفاقية التفاهم التي وقعها أردوغان وفايز السراج، باتت ذريعة تستخدمها تركيا للسيطرة على النفط والموارد الطبيعية التي تزخر بها هذه البلاد.
وتمضي تركيا حسب مراقبين في مخططاتها، بمحاولة إرسال قوات جديدة إلى ليبيا من أجل دعم ميليشياتها وتأجيج الصراع والانقسامات فيها، وهو سيناريو مشابه لما يحدث في سوريا منذ سنوات، إذ جعلت أنقرة من مرتزقة ما يسمى الجيش الوطني وكيلا لها في المنطقة ووقودا لحربها هناك.
وأثبت الغزو التركي لشمال سوريا بدعم من هؤلاء المرتزقة من جديد، مدى تواطؤ الطرفين.
وباتت مساعي أردوغان أكثر وضوحا بعد اقتراحه إنشاء ما سماه بالمنطقة الآمنة التي يسعى من خلالها إلى فرض هيمنته على شمال سوريا واحتلاله، وتحقيق أطماعه الاستعمارية .
اليمن أيضا لم يسلم من التوغل التركي، إذ باتت ملامح تنسيق إيراني تركي قطري أمرا ملموسا، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها الملف اليمني.
وأصبحت أنقرة تلعب دورا أكبر في البلاد من خلال جماعة الإخوان وبعض القيادات السياسية اليمنية.
ومثلما حاولت تركيا دخول ليبيا من باب التعاون العسكري، تسعى إلى دخول الساحة اليمنية هذه المرة من شباك وزارة النقل، إذ يتم العمل مع وزير النقل في الحكومة اليمنية، صالح الجبواني، على مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في قطاع النقل اليمني.
ويرى خصوم أردوغان السياسيون في الداخل، أن استخدامه للإخوان كبيادق لتنفيذ أجندته في الشرق الأوسط، وسيلة لتلميع صورته بعد هزيمته المدوية في الانتخابات الماضية، ومحاولة لاستعادة توازنه في الانتخابات المقبلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى