أزمة صامتة بين المغرب وتركيا بسبب ليبيا وقمة كوالالمبور

تمر العلاقات المغربية التركية بنوع من التوتر الصامت ظهرت مؤشراته إلى العلن خلال شهر ديسمبر الماضي، حين وجهت أنقرة الدعوة لجماعة حزب إسلامي مغربي شبه محظور للمشاركة في القمة الإسلامية المصغرة التي احتضنتها العاصمة الماليزية كوالا لمبور.

قالت مصادر ماليزية مطلعة إن الأزمة الحالية بين المغرب وتركيا، والتي أدت إلى استدعاء السفير المغربي في أنقرة علي لزرق نهاية ديسمبر الماضي، بدأت حين تدخلت تركيا وفرضت قائمة مدعوّين على القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور، كان منهم حزب إسلامي مغربي شبه محظور.

وأشارت المصادر إلى أن المغرب عبرعن انزعاجه لماليزيا، لكن الحكومة الماليزية أشارت إلى أن تركيا هي من تقدمت بقائمة الأحزاب والشخصيات الإسلامية المشاركة وشملت قائمة الدعوات أيضا حركة التوحيد والإصلاح وهي حركة ذات مرجعية إسلامية، تشكل الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية متزعم الائتلاف الحكومي بالمغرب.

وسعت تركيا من خلال دعمها للقمة في ماليزيا لصناعة هيكل إسلامي جديد يمكن لها من خلاله قيادة العالم الإسلامي بعيدا عن الدول الرئيسة وهو الأمر الذي أثار ردود فعل شديدة في عدد من الدول العربية والإسلامية التي قاطعت القمة.

وأشارت مصادر مغربية إلى أن استدعاء السفير علي لزرق من أنقرة يعكس توترا متزايدا في العلاقات المغربية التركية.

وقال وزير التجارة المغربي مولاي حفيظ العلمي حينئذ إن بلاده تطرح خيارين أمام تركيا، إما مراجعة الاتفاقية والتوصل إلى حلول، وإما تمزيقها، مشيرا إلى أن أنقرة أغرقت السوق المغربية بالسلع، مما تسبب في ضرر للشركات الوطنية واليد العاملة.

الرباط: الحديث عن ليبيا العثمانية هو استدعاء لماض استعماري عفا عليه الزمن

ولكن البعد الليبي في الأزمة أصبح أكثر حضورا بعد أن تحول الدعم التركي لحكومة الوفاق إلى تدخل عسكري، وعزّز من تفاقم المسألة إصرار زعيم حزب العدالة والتنمية أردوغان على إرسال قوات ومرتزقة سوريين إلى طرابلس، وهو الأمر الذي عدّته الرباط إخلالا كبيرا.

واعتبرت المغرب أن الحديث عن ليبيا العثمانية هو استدعاء لماض استعماري عفا عليه الزمن ولا مكان له في عالم اليوم.

ويرى الخبير المغربي في العلاقات الدولية رضا الفلاح أن التدخل التركي في ليبيا يندرج في إطار استراتيجية أطماع السيطرة كما يشكل مجازفة من شأنها إدخال البلاد في سيناريو اقتتال داخلي على نطاق واسع يؤثر على الأمن القومي المغاربي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى