أطبّاء بلا حدود: الغزو التركي على شمال سوريا خلّفت مشاكل صحّية نفسيّة لدى النازحين

نشرت منظّمة “أطبّاء بلا حدود” تقريراً بعنوان “النزاع الطويل والنزوح المتكرر يخلفان صدمات جديدة على أهالي شمال وشرق سوريا ويحرمانهم من التعافي على الصعيد النفسي”، كشفت فيه تقاصيل الأضرار التي أصابت مدنيّي عدّة مدن بشمال سوريا جرّاء الغزو التركي على المنطقة .
نشرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً سلّط الضوء على معاناة النازحين قسراً جراء الغزو التركي لشمال سوريا، أكدت فيه أن العدوان التركي أجبر ما يقدر بنحو مئة وثمانين ألف شخص على الفرار من بيوتهم، كما اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى إجلاء طواقمها الدولية من المنطقة، علماً أن المنظمة كانت تقدم المساعدات للأشخاص الذين فروا من بيوتهم ويقيمون في تجمعات سكنية مكتظة في بلدة تل تمر.
وقالت المنظمة ان أسراً يائسة تعيش حالة من الخوف والحيرة، علماً أن كثيراً منها قد فقدت أقارب لها وتركت كل شيء وراءها، واكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تمر فيها بمثل هذا الوضع.
وأشار التقرير أن الضائقة النفسية التي يعيشها أهالي شمال سوريا جاءت نتيجة للصدمات الشديدة، وتفاقمت إثر تكرار النزوح الجماعي، وأن التعافي النفسي في مثل هذه السياقات يواجه معوقات، إذ غالباً ما يفتقر الناس إلى رأس المال الاجتماعي والمالي لتحسين أوضاعهم.
وذكر التقرير أن فرق المنظمة العاملة في مشفى كري سبي/ تل أبيض كانت تقدم العلاج لقرابة ثلاثمئة مريض مصاب بالتلاسيميا معظمهم أطفال، إلى أن أجبرها الغزو التركي على تعليق أنشطتها، علماً أن وقف علاج هؤلاء المرضى يعرض حياتهم للخطر ويؤدي إلى مضاعفات ويؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية.
كما يواجه المصابون بأمراض مزمنة كالتلاسيميا خطراً متزايداً للإصابة بالاكتئاب، حيث أن الشعور بفقدان السيطرة يصبح مبعثاً للضغط النفسي على هؤلاء المرضى وأسرهم ويزيد من خطر تعرضهم للأذى النفسي.
ويختم المنظمة تقريرها بالتأكيد على أن الغزو التركي أدى إلى نزوح جماعي للسكان الضعفاء أساساً وعرّضتهم مرة أخرى للصدمات، كما أجبرت منظمة أطباء بلا حدود وغيرها على تعليق الخدمات الطبية الضرورية جداً لمن هم في حاجة ماسة إليها والتي تشمل توفير الرعاية الصحية النفسية، ولهذا لا تزال الأعباء الخفية للصدمات النفسية تتفاقم في شمال وشرق سوريا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى