أطماع تركيا في العراق..ميناء الفاو ومشروع السكك الحديدية كنموذج

اعتبر “معهد الشرق الأوسط” الأمريكي أنّ مشروع الفاو الكبير سيشكل أحد الركائز الأساسية لاقتصاد العراق، وإنّ المشروع وغيره قد يعكس التنافس المتزايد مع إيران على خطوط النقل الإقليمية والعالمية، وقد يوتر العلاقة مع طهران، مشيراً إلى أنّ المشروع بإمكانه أن يكون نقطة إلتقاء لمصالح البلدين وترسيخ مكانتها كمركز للعبور الاقليمي.

كشفت وزارة النقل العراقية في وقت سابق عن مشاريع ستعرضها كفرص استثمارية أمام الشركات الكبرى، من بينها مشروع خط سكة حديد بين موانئ الفاو جنوبي العراق على مياه الخليج العربي، وتصل إلى مدينة زاخو على الحدود العراقية – التركية مروراً بعدد من المحافظات العراقية.

عن هذا يقول تقرير لمعهد الشرق الأوسط الأمريكي أنّ العراق أصبح خلال السنوات الأخيرة أحد الوجهات الأساسية للاستثمارات الصينية في الشرق الأوسط، مضيفاً أنّ العراق من أجل أن يستفيد من موقعه الجغرافي الاستراتيجي ومكانته المركزية في المبادرة الصينية يقوم بتطوير مشروع بناء ميناء الفاو الكبير وهو ما سيؤدي إلى الحد من اعتماد الدولة على وارداتها على موانئ الخليج والمعابر البرية من إيران وتركيا.

واعتبر التقرير أنّ المشروع يظهر أيضاً التنافس الاقتصادي المتزايد بين بغداد وطهران فيما يسعى كلا البلدين إلى التمتع بمكانة متشابهة في التعامل مع حركة المرور الإقليمية.

ولفت التقرير إلى أنّه في حال اكتمل المشروع بنجاح، فإنّ الفاو ستكون قادرة على الاستفادة من موقعها وارتباطها بتركيا وسوريا، لتتحول الى محطة حاويات رائدة وأحد أكبر الموانئ في العالم.

إلى ذلك قال تقرير معهد الشرق الأوسط الأمريكي أنّ تطوير العراق لميناء الفاو الكبير يشكل تحدياً إضافيا لتطلعات إيران، مشيراً إلى أنّ العراق بمساعدة من تركيا والإمارات، يحاول ربط الفاو بسكة الحديد الوطنية بتركيا في الشمال، مما يعني خلق ممر نقل بديل من المحتمل أن يكون له تأثير سلبي على حركة العبور من إيران.

كما أشار التقرير إلى مشروع خط سكة حديد جديدة تمتد من الخليج عبر العراق إلى تركيا ثم في النهاية إلى أوروبا، وهو جزء من تطوير ميناء الفاو الكبير، ويمكن أن يكون بمثابة بديل للبحر الأحمر عبر قناة السويس، وأنّه في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها بحلول العام ألفين وخمسة وعشرين ، سيكون العراق قادراً على التعامل مع معظم حركة السكك الحديدية بين الخليج واوروبا.

معهد الشرق الأوسط: تنافس إيران والعراق

وخلص التقرير إلى القول إنّ المنافسة بين إيران والعراق في ممرات العبور البحرية والبرية الإقليمية، هي مؤشر على التنافس الاقتصادي والسياسي الأوسع بينهما، مضيفاً أنّ مشروع ميناء الفاو الكبير يشكل تحدياً كبيرا لجهود إيران لتطوير ميناء تشابهار وترسيخ مكانته كمركز عبور إقليمي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى