أكثر من قرن على المجزرة.. ولا تزال شعوب المنطقة تعاني من أحفاد العثمانيين

يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة بعد المئة للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان والآشور والكلدان، عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر، والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون أرمني في أبشع جريمة بالتاريخ الحديث. 

بعد مئة وخمسة أعوام على تنفيذ إبادة جماعية بحق المكون الأرمني على يد قوات الدولة العثمانية، لايزال العثمانيون الجدد يسيرون على خطا أجدادهم بارتكاب المزيد من الجرائم والإبادة إزاء مكونات وشعوب المنطقة والعمل على احتلال أرضهم التاريخية.

وتعرض الأرمن عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر، لمجزرة شنيعة, من قبل العثمانيين لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، بهدف إفراغ القرى الأرمنية من سكانها والقيام بتطهير عرقي ضدهم، راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون أرمني.

ثلاثون دولة اعترفت بالإبادة التي تعرض لها الأرمن من قبل الدولة العثمانية

وبعد مرور أكثر من قرن على هذه الإبادة لايزال صداها يتردد في جميع أنحاء العالم، حيث تزداد الدول التي تعترف بها، وهو ما يغضب النظام التركي ورئيسه أردوغان، الذي لازال ينكر الجريمة، وذلك ليس بغريب على شخص يقوم في الوقت الراهن بالمضي على خطا أجداده ويرتكب الجرائم والانتهاكات بحق جميع شعوب المنطقة مستعيناً بالمجموعات المرتزقة والمتطرفة.

ونُفذت الإبادة الجماعية أثناء الحرب العالمية الأولى على مرحلتين، القتل الجماعي للذكور ذوي القدرة الجسديَّة، ثم ترحيل النساء والأطفال والمسنين والعجزة في مسيرات الموت المؤدية إلى الصحراء السورية.

العثمانيون ارتكبوا مجازر أخرى ضد طوائف مسيحية عدة

وبعد أن تم ترحيلهم من قبل الجيش العثماني، تم حرمان المرُحليّن من الطعام والماء وتعرضوا للسرقة الدورية والاغتصاب والمجازر، وخلال هذه الفترة تم استهداف ومهاجمة وقتل مجموعات عرقية مسيحية أخرى منها السريان والكلدان والآشوريين واليونانيين البنطيين وغيرهم،

ويرى العديد من الباحثين أن هذه الأحداث عبارةٌ عن حدث واحد، وجزءٌ من سياسة الإبادة نفسها التي انتهجتها تركيا ضد الطوائف المسيحية.

باحثون: طريقة قتل العثمانيين للأرمن كانت بهدف إبادتهم والقضاء عليهم

وتعتبر مذابح الأرمن من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، ويشير الباحثون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمّة التي نفذتها الدولة العثمانية من خلال عمليات قتل بهدف التطهير العرقي.

الإمبراطورية العثمانية رحلت المثقفين الأرمن لمنع أي حركة مقاومة ضدهم

ولضمان عدم قيام المجتمع الأرمني بأي مقاومة للدفاع عن حقوقهم، قررت الدولة العثمانية ترحيل مثقفيهم من العاصمة إسطنبول حينها، حيث تم ترحيل أكثر من ألفين وثلاثمئة منهم، وتعرف هذه الواقعة “بالأحد الأحمر”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى