أهالي عفرين يجددون عهد المقاومة وضرورة زوال الاحتلال

خرج أهالي عفرين المهجرون في الشهباء بمظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لهجوم جيش الاحتلال على مقاطعتهم المحتلة. 

وتجمّعت الحشود في مفرق قرية بابنس حيث ألقيت العديد من الكلمات التي أثنت على مقاومة الأهالي مؤكدة استمرارها حتى تحقيق العودة الأمنة لجميع سكان عفرين وزوال الاحتلال.

أهالي عفرين يستمرون في حياتهم رغم ألم النزوح

العالم كله كان شاهد عيان على عظمة المقاومة وبسالتها، ضد جيش الاحتلال التركي وحلفائه من مرتزقة داعش الذين شنوا عدوانا وحشيا بتاريخ العشرين من كانون الثاني عام ألفين وثمانية عشر على عفرين, أهالي المقاطعة وعلى مدار شهرين دافعوا عن أنفسهم وأرضهم وسطَّروا أروع الملاحم البطولية ضد آلة القتل التركية،

وبهدف منع وقوع المزيد من الضحايا وتجنب حدوث مجازر أكثر ، أعلنت الإدارة الذاتية الانسحاب من المدينة. ومنذ ذلك التاريخ وأهالي عفرين يعيشون النزوح القسري بمختلف ضغوطاته الجسدية والنفسية ، ويقضون تغريبتهم في مخيمي برخدان وسردم اللذين يضمان مئات العلائات النازحة ،

صحيح أن الأيام الأولى من النزوح كانت قاسية لا تتحملها حتى الجبال ، صحيح أن الخدمات المقدمة من قبل إدارة المخيم لم تكن لتصل إلى حجم الكارثة ، فأهالي عفرين وإدارتها لم يكونوا بعد على دراية بحجم ما حل بهم ، ولم يكونوا قادرين على تصديق أن النزوح أصبح واقعا مريرا لابد من التكيف معه إلى حين ساعة العودة ،إلى حين ساعة القيامة،

إذا ولأن الحياة لابد أن تستمر ، ولابد لعجلة الحياة أن تدور من جديد ، أعاد العفرينون في مناطق الشهباء عموما وفي مخيمي برخدان وسردم خصوصا، أعادوا الحياة من جديد ، فرغم الإمكانيات المتواضعة ورغم غياب المنظمات الدولية ، ورغم الصمت الدولي على الجريمة التركية ، عمل أهالي عفرين دون كلل أو ملل ، من النهوض بالواقع المعيشي والخدمي بدؤوا ، فإعادة الروح في المخيمات وعودة البسمة إلى وجوه براعم عفرين ، كانت تحتم العمل على مدار الساعة ، مشاريع خدمية ،مشاريع للبنى التحتية , إعادة فتح الأسواق والمحلات،

وكذلك تم التركيز على الوضع الصحي فتم فتح مشفى آفرين وبعض النقاط الطبية ، وعملت منظمة الهلال الأحمر الكردي على تأهيل الكوادر الطبية ، وتوزيع نقاطها في عموم مناطق الشهباء ، ناهيك عن هيئة التربية والتعليم التي عمدت إلى إعادة فتح المدارس وترميمها وبدأت تستقبل طلاب عفرين لبناء جيل قادر على مواصلة رحلة العودة والصمود ،

البلدية أيضا حاولت بكل طاقتها تأمين كافة الخدمات التي تليق بعفرين وجرحها ونزوحها ، لتصبح مناطق الشهباء وعلى رأسها مخيما سردم وبرخدان ، إلى كتلة من العمل والنشاط ، ليثبتوا للعالم أنهم بقدر حجم المصيبة ، وأنهم سيكونون ندا قويا لدولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ، ومن هناك وبأرض الشهباء بدأ العفرينون يزرعون الأمل ، يزرعون الغد الجميل ، يرسمون مستقبل عودتهم بأنامل الصغار ،وقوة إيمانهم بأن غدا سيكون أجمل ، وأن العودة قادمة لا محالة …

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى