إس – 400 وآرتساخ / قره باغ يضعان تركيا بمواجهة أمريكا وأوروبا

تتزايد الدعوات في الدول الغربية لمعاقبة تركيا نتيجة سياسات رئيس النظام التركي أردوغان، الذي لا يتوانى عن التدخل في صراعات وأزمات المناطق المجاورة بدءا من سوريا والعراق وليبيا وصولاً إلى عزمها اختبار نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-أربعمئة على طائرات أمريكية الصنع.

ترتفع الأصوات في الغرب لمعاقبة حليفتها التقليدية تركيا بسبب سياسات رئيس نظامها أردوغان وتدخلاته في صراعات المنطقة إذ يتدخل عسكريا وبشكل مباشر في العراق وسوريا وليبيا من خلال نشر مرتزقته ويعمق الأزمة في منطقة شرق المتوسط من خلال تنقيبه عن الغاز فيها، ومؤخراً تشجيعه لأذربيجان على خوض صراع عسكري مع أرمينيا وتزويدها بالمرتزقة، إضافة إلى تجربة منظومة إس – أربعمئة الروسية.

بينما تشهد تركيا داخلياً تدهوراً للأوضاع الاقتصادية وتهاوي الليرة التركية والتضييق على الحريات والاعتقالات والفصل التعسفي وذلك في ظل محاولات أردوغان إحياء الإمبراطورية العثمانية .

كل هذه دفعت الدول الأوروبية الغربية للمطالبة بفرض عقوبات على تركيا، وآخرها كان ما تقدم به كل من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، والجمهوري جيمس لانكفورد، يوم أمس، إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب لمعاقبة أنقرة، إثر تقارير تفيد بعزمها اختبار نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس – أربعمئة على طائرات أمريكية الصنع.

وفي اليوم نفسه دعا رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي ، آدم شيف، في تغريدة على تويتر، إلى التعامل مع تركيا بصلابة، مشيراً إلى أن أنشطتها الأخيرة عرضت القوات الأمريكية في سوريا للخطر، وأن أنقرة استحوذت على نظام إس – أربعمئة الروسي رغم تحذيرات واشنطن، إضافة إلى دورها في دعم أذربيجان في هجومها على إقليم آرتساخ / قره باغ.

من ناحيتها، أكدت فرنسا، يوم أمس، تدخل تركيا العسكري في نزاع آرتساخ / قره باغ إلى جانب أذربيجان. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان إن تدخلها العسكري سيؤدي إلى تدويل الصراع، وعبر عن أسفه لوقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين مشيراً إلى أن أذربيجان هي التي بدأت النزاع.

ورغم الصدام السياسي الذي تبديه تركيا في ملفات عدة مع الاتحاد الأوروبي، لا تخفي أنقرة رغبتها في الانضمام إلى التكتل الأوروبي، غير أن هناك عقبات عدة تعترض المسعى التركي، من أبرزها الضغط على المجتمع المدني وتقويض الديمقراطية وتضييق الخناق على الإعلام وتمركز السلطات بيد أردوغان، إلى جانب تسيس القضاء الذي لم يعد مستقلا في تركيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى