الإيزيديون يحتفلون بعيد الأربعاء الأحمر: رأس السنة الإيزيدية وبداية الحياة

يحتفل الإيزيديون في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، بعيد الأربعاء الأحمر في جو جماعي وبمشاركة كافة المكونات.

يحتفل الإيزيدون اليوم بعيد الأربعاء الأحمر الذي يُعتبر من أقدم أعياد الديانة الإيزيدية, فهو عيد رأس السنة ويصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان في كل عام حسب التقويم الشرقي الذي يتأخر عن التقويم الغربي بـ 13 يوماً.

وتجري في هذا اليوم طقوس خاصة، حيث ينهض الإيزيديون باكراً، ويرتدون أجمل ما لديهم من ثياب، ويُزيّنون مداخل بيوتهم بالورود وشقائق النعمان.

ويتم تلوين البيض بحسب العدد الذي تريده كل أسرة، كما ويقوم الشبان والشابات بتلوين اثني عشر بيضة مسلوقة، كل ثلاث بيضات بلون فصل من فصول السنة إشارة إلى ألوان الورود والأزهار التي تفتحت بقدوم طاووس ملك، أي الربيع، والربيع هو بداية الحياة, ويضعونها في طبق وسط البيت.

مواطن إيزيدي: قبل ثورة 19 تموز كانت الاحتفالات الدينية صعبة لا اعتراف رسمي لها

ومع بدء ثورة 19 تموز في روج آفا وشمال وشرق سوريا التي منحت الحقوق المسلوبة للمكونات التي كانت مهمشة في عهد النظام البعثي، فقد قررت الإدارة الذاتية اعتبار يوم الاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر عطلة رسمية في كافّة الدوائر الرسمية مع حفظ الحقّ لإقامة الاحتفالات، وإحياء ثقافة العيد في المجتمع.

ويقول سليمان حبصون وهو أحد إيزيديّ ناحية تربه سبيه في مقاطعة الجزيرة، أن الاحتفال بالأعياد الدينية في فترة ما قبل الثورة كان صعباً حيث لا اعتراف رسمي لها.

وأضاف: الآن في ظل الإدارة الذاتية والتي تضمن للإيزيديين حقوقهم وترى الديانة الإيزيدية ديانة قائمة بحد ذاتها، فالاحتفال يكون جماعياً مع كافة المكونات التي تشارك في الاحتفال والزيارات المهنئة بالعيد.

منوهاً أنهم استمدوا تعاليم الاحتفال بالعيد وإحيائه من آبائهم وأسلافهم وسينقلونها للأجيال المتعاقبة؛ للحفاظ على إرثهم التاريخي والديني القديم والمتجذر في التاريخ، وتحدي الفرمانات التي تعرض لها الإيزيديون على مر التاريخ.

هذا ويرى الإيزيديون أن هذا العيد هو عيد لعموم كردستان، حيث يعتمدون في ذلك على أحد الأقوال الدينية التي تقول:

الأربعاء بداية نيسان

طلب الشّيخ آدي، من الشيخ شمس للمثول بين يديه، فالله قد نظر بعين الرحمة إلى الإيزيديين

إنّه عيدٌ لكردستان.

هذا ويمنع في شهر نيسان الزواج وعقد القران، لأن هذا الشهر يعتبر بالنسبة إلى الإيزيديين كالعروس التي لا تضاهيها أي عروس أخرى، لذلك يسمونه “بوكا سالي” باللغة الكردية، أي “عروس السنة”, و كذلك يحرم عليهم حراثة الأرض، لاعتقادهم أنها حُبلى بالنباتات وغيرها، ولا يجوز إيذاؤها، ويمنعون من السفر بعيداً عن منازلهم أو مكان إقامتهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى