الاحتلال التركي ومرتزقته ينفذون عقوبة الخازوق بحق شاب عفريني

الخازوق العثماني.. قصة حقيقية لشاب عفريني، مزقت إحشائه وفقد عقله، فيوماً بعد يوم تتكشف الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان في إقليم عفرين المحتل، فبعد سلسلة طويلة من حالات الخطف والقتل والنهب، التي وثقها المنظمات الحقوقية والإنسانية، يظهر قصة الشاب آراس من أهالي عفرين، الذي اعتقل وتعرض لأبشع أنواع التعذيب، وذلك في تقرير لـ بي بي سي عربي.
“كنا قد نزحنا عن قريتنا “قسطل جندو” القريبة من اعزاز، إلى عفرين بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها. لكن ابني آراس خرج ليتفقد أرضه التي تقع قريبة من اعزاز، إلا أنه خرج ولم يعد”.
هكذا بدأت أمينة حميد، والدة آراس خليل الذي يبلغ من العمرثلاثين عاماً، بسرد قصة ابنها الذي تم تعذيبه من قبل المرتزفة ثم رميه على طريق إعزاز بعد أن أفقده التعذيب السمع والإدراك وتمزقت أحشاؤه ومنطقة الشرج كاملاً وقطعت أذنه اليسرى في ثلاثة أماكن.
كانت أمينة قد فقدت الأمل تماماً وأقنعت نفسها بعد مرور أكثر من عام على اختفاء ابنها، بأنه قُتل على يد الفصائل المسيطرة على قريتها، إذ أن حوادث الخطف والقتل والتعذيب كانت ولا زالت شائعة، وتقول: “غبت عن الوعي وسقطت أرضاً بعد أن أخبرني جاري أنه رأى صورة ابني منشورة على موقع فيسبوك، مع نص يقول (يُرجى لمن يعرف صاحب الصورة التواصل معنا لاستلامه من مستشفى في حلب)”.
تضيف أمينة: “رغم معرفتي بخطورة الأمر، إلا أنني ذهبت إلى قريتي لأسأل المرتزقة عنه، لكنهم طردوني وأهانوني وقالوا لي، إن لم تذهبي من هنا، فسنلحقك بابنك”، فلم تجد أي أثر لابنها سوى فردة حذائه في أرضهم، فأيقنت أنه قُتل، كما يمر زوج أمينة أيضاً بحالة نفسية سيئة أشبه بالهلوسة والهيستيريا، ولم يعد يتعرف على زوجته.
بعد أن أخبر أحد جيران أمينة بأنه رأى صورة ابنها على فيسبوك، جرت ترتيبات استلام آراس من مستشفى في حلب، كانت الصدمة كبيرة جداً عندما رأت أمينة ابنها محمولاً كالأطفال، وتغيرت ملامحه وشكله وفقد الكثير من وزنه، وفقد حاسة السمع والإدراك عدا عن الإعاقات التي يعانيها إلى الآن نتيجة للتعذيب الشديد الذي تعرض له.
تم إخبار العائلة بحالة آراس من قبل المستشفى، وأصدر الهلال الأحمر الكردي والسوري تقريراً بحالته، إذ قيل للأم عن تفاصيل حالة آراس الذي عثر عليه مرمياً على الطريق وتم نقله إلى إحدى المستشفيات الحكومية بحلب، وبقي هناك عدة أشهر يخضع للعلاج من آثار التعذيب والجروح والحروق التي كانت في جسده.
وتقول الأم: “لم تكن ملامح وجهه واضحة بسبب آثار التعذيب، وجاء إلي محملاً مثل قطعة لحم، لقد اغتصبوه بخازوق تركي أدى إلى تشققات حادة في منطقة الشرج بالكامل وصولاً إلى الأمعاء الغليظة”.
ورغم مرور أشهر على علاجه، “مازال ولدي غير قادر على الجلوس إلا في وضعية القرفصاء، ولا يستطيع المشي إلا بمساعدة، ويظل طوال الوقت مستلقٍ على ظهره، لا يتحرك ولا يطلب طعاماً أو ماءً، لقد فقد، فإذا لم أطعمه أنا، أو أعطِه ماءً، يظل على تلك الحالة أياماً وليالٍ”.
وتعتني الأم بآراس الآن كطفل صغير، وتغير حفاضاته ثلاث أو أربع مرات يومياً، لأنه لم يعد يتحكم بخروجه.
وتضيف أمينة باكية: “إذا نفذت أدويته المهدئة، يتحول إلى شخص خارج عن السيطرة، يضربني ويدفعني عنه ولا يعلم بأنني والدته، وهذا يزيدني ألماً”.
“كانت حالته كعائد من الموت، الكلام ليس كمن يرى، إنه شخص آخر الآن، شخص بعاهات كثيرة، لقد تمت خياطة أذنه اليسرى في ثلاث أماكن”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى