الاحتلال ومرتزقته ارتكبوا انتهاكات جسيمة وهجروا مئات الآلاف من أرضهم

يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لاحتلال مقاطعة عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته ،والذين ارتكبوا على مدار عامين كاملين ، انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة العرقية، والمستمرة حتى الآن.

عامان من الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية في عفرين، من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته مضايا اليوم, ففي مثل هذا اليوم في الثامن عشر من آذار ، استباحت قطعان السرقة واللصوصية مدينة عفرين وقراها، مدعومة بجيش الاحتلال التركي، بعد ثمانٍ وخمسين يوما من عدوانه على المقاطعة الآمنة، والذي استخدم فيها الطائرات وكافة الأسلحة الفتاكة وحتى المحظورة، واستهدف المرافق الحيوية والمدارس والمستشفيات والمواقع الأثرية والقرى والبلدات الآهلة بالسكان، لتخلف دمارا وترتكب عشرات المجازر.

وفي احصائية شاملة على مدار عامين تم توثيق فقدان خمسمئة وثلاثة وستين مدنياً لحياتهم، بينهم خمسة وخمسين شخصاً فقدوا حياتهم تحت التعذيب في معتقلات الاحتلال ومرتزقته، كما اختطف أكثر من ستة آلاف وثلاثمئة وثمانية وتسعين مدنياً، بينهم ثلاثة آلاف وأربعمئة ما يزال مصيرهم مجهولاً، فيما أفرج عن البقية بعد دفع فدية مالية للخاطفين بالإضافة إلى ألف ومئة وعشرين إصابة بجروح نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المرتزقة والألغام.

بالاضافة إلى توثيق مئة وتسعين حالة اقتتال داخلي بين المجموعات المرتزقة في الأحياء السكنية، وتوثيق تحويل (ستة وخمسين) مركزا تعليميا ومدنيا إلى مقرات عسكرية ومصادرة تسعمئة و عشرة منازل وتحويلهم إلى سجون أو مراكز عسكرية. ، كما وجرى توثيق ثمانية وتسعين حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالي (المنازل والمحلات والبساتين). وتوثيق هدم مئة وعشرة منازل, وجرف ألف وثمانمئة قبر، وعدم السماح لسكان العشرات من القرى بالعودة إلى منازلهم المحتلة من قبل المستوطنين المرتزقة .

إضافة إلى أربع وعشرين حالة قصف من قبل الطيران التركي قرب أماكن مأهولة بالسكان ، ناهيك عن فرض الإتاوات تحت اسم الزكاة، وتهجير السكان من منازلهم لتحويلها إلى جامع، وإجبار الإيزيديين على الصلاة، منع الأهالي من التوجه لبساتيهم ومنع حصادها، مصادرة أراضيهم واستثمارها والاستيلاء عليها . ومصادرة محصول الزيتون والأشجار واحتطابها وبيعها.

انتهاكات بالجملة ترتقي لمستوى جرائم الحرب والجرائم الإنسانية التي ينص عليها القانون الدولي لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقوبة.

الاحتلال التركي عمل خلال فترة احتلاله وإلى الآن على طمس هوية المنطقة

ومنذ اليوم الأول من احتلاله لعفرين، كشف المحتل التركي عن نواياه الحقيقة من استهداف المقاطعة، حيث عمد إلى تدمير تمثال كاوا الحداد وسط المدينة والذي يعتبر رمز الحرية لدى الشعب الكردي، ليبدأ من تلك اللحظة ، بمحو تاريخ المنطقة وطمس هويتها الكردية

تصرفات تركيا في عفرين هي مثال واضح على جرائم ضد الإنسانية

لذا يجب على جميع الدول الفاعلة في الشأن السوري لاسيما الولايات المتحدة وروسيا أن يتخذوا خطوات فورية لوقف الحرب وإنهاء تواطؤهم في جرائم الحرب التي ترتكبها تركيا ضد المدنيين في عفرين والتي وصلت لحد التمثيل بجثث النساء وقتل الأطفال، كما يجب على الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة أن تبدأ عملية المساءلة القانونية عن جرائم تركيا

إنّ تصرفات تركيا في عفرين هي مثال واضح على جرائم ضد الإنسانية، وفق منظور القانون الدولي لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية وإذا كان العالم يؤمن بقيم مؤسساته، فإنّه سيسمي هذه الجرائم على ما هي عليه، ويعمل على وقفها، ويضمن المساءلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى