الجغرافية الصحراوية والحدود مع العراق..عوامل يستغلها داعش للحفاظ على وجوده في المنطقة

تعتبر الجغرافية الصحراوية وانعدام التكنولوجية العسكرية المتطورة لدى الجهات الأمنية في شمال وشرق سوريا, أحد أبرز العوامل المساهمة بنشاط خلايا داعش في المنطقة, وتعقيد الوضع العسكري, رغم محاولات قسد القضاء التام على المرتزقة منذ أكثر من عامين

سنتان وأكثر على تحرير آخر معاقل مرتزقة داعش في سوريا, ولا تزال خلايا المرتزقة تنشط بين الحين والآخر في مناطق شمال وشرق سوريا.. مناطق تحوي قوات سوريا الديمقراطية , القوة الرئيسة والوحيدة في محاربة داعش بالمنطقة, في ظل الدعم اللوجستي الذي تقدمه قوات التحالف الدولي, بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

فمنذ الثالث والعشرين من آذار عام ألفين وتسعة عشر , وهو اليوم الذي حُررت فيه منطقة الباغوز الواقعة في ريف دير الزور الشرقي بالقرب من الحدود العراقية, تسعى خلايا داعش لإعادة نشاطها وثقلها في المنطقة, عبر تنفيذ عمليات إرهابية وعمليات قتل، واغتيال شخصيات مختلفة في مناطق شمال وشرق سوريا , مستغلة بذلك عوامل عديدة تساهم في انتعاش نشاطها, من أبرزها الجغرافية الصحراوية الواسعة في شرق سوريا, والتي تمتد من الريف الجنوبي للحسكة وصولًا إلى سرير نهر الفرات شمال وشرق مدينة دير الزور وهي منطقة تعتبر منطقة عمليات للمرتزقة, والذين يستغلون أيضا عاملا آخر, هو الحدود الصحراوية الطويلة بين سوريا والعراق, والتي تمتد إلى ما يزيد عن خمسمئة كيلو مترا تقريبا.

صحراء الأنبار العراقية هي أيضا عامل مهم لنشاط داعش, حيث ينشط فيها المرتزقة بشكل مكثف، وخاصة مع كثرة الجرائم التي ترتكب على جانبي حدود سوريا والعراق, بسبب الثغرات الأمنية.

كما تساعد الحدود العسكرية بين مناطق شمال وشرق سوريا وقوات الحكومة السورية والموالين لها, في الجهتين الشرقية والغربية لدير الزور, إلى جانب المعابر غير الشرعية على طول سرير نهر الفرات الشرقي والغربي, في وصول خلايا المرتزقة إلى المنطقة وزيادة نشاطها بشكل متصاعد.

يتبقى هناك عامل انعدام توفر تكنولوجية عسكرية متطورة لدى الجهات الأمنية في شمال وشرق سوريا، وفي مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية، وهو عامل من أكبر العوامل التي تصعّب من مهام إيقاف خلايا داعش وفق مراقبين, بالإضافة لعوامل أخرى مثل الأوضاع المعيشية الصعبة لقاطني تلك المناطق التي تسهّل عملية تجنيد الخلايا، ووجود حاضنة شعبية لفكر تلك الخلايا وسياساتها.

وسبق لقوات سوريا الديمقراطية أن أشارت على لسان القيادية ، نوروز أحمد، إلى وجود ثغرات أمنية على حدود شمال وشرق سوريا، مؤكدة سعيهم لتحصين وتمكين تلك الحدود وخاصة مع العراق, والمناطق المحتلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى