تستمر الحكومة السورية في حصارها الخانق على أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين حيث تمنعُ الحواجز الأمنيّة التابعة لها على مدى ثلاثة سنوات، مرور الكتب والمناهج التعليمية المعتمدة لدى الإدارة الذاتيّة، وكذلك مستلزمات التعليم اللوجستيّ فضلا عن الأدوية والمواد الغذائية.
يقيم نحو ثلاثمئة ألف مواطن من أهالي عفرين المهجرين قسراً في منطقة الشهباء ، ومع افتتاح العام الدراسيّ الجديد توجه نحو ستة عشر ألف طالب وطالبة من أبنائهم إلى المدارس، رغم الصعوبات العديدة في مقدمتها عدم توفر الكتب المدرسيّة للعام الدراسيّ الرابع بسبب الحصار الذي تفرضة الحكومة السورية على المقاطعة , و منع الحواجز الأمنية التابعة لها مرور الكتاب المدرسيّ فضلا عن الأدوية والمواد الغذائية.
هيئة التربية في الإدارة الذاتية تواصلت مع اليونيسف للتدخل إلا أنها لم تتلق رداً
يأتي ذلك رغم أن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتيّة تواصلت مع منظمة (اليونيسيف) ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل وإيجاد صيغة تسمح بدخول الكتبِ المدرسيّة إلى ريف حلب الشمالي، إلا أنها لم تتلقَّ رداً.
ومع افتتاح المدارس انتهت هيئة التربية من تجهيز خمس مدارس كانت قد تضررت بسبب المعارك التي دارت بالمنطقة.
علماً أنّ ذاكرة الطلاب ما زالت تحتفظ بصور مؤلمة للعدوان التركي على عفرين والتهجير القسريّ، الأمر الذي يحتاج تعاملاً نوعيّاً معهم، وتوفير كافة المستلزمات لهم، إلا أن القصف المتكرر يجدد مخاوف الطلاب ويفقدهم الاستقرار النفسيّ وخاصة أنّ معظم ضحايا القصف التركيّ من الشهداء والجرحى كانوا ولا زالوا من الأطفال, ففي الثاني من كانون الأول ألفين وتسعة عشر ارتقى عشرة شهداء بينهم ثمانية أطفال وأُصيب عددٌ آخرٌ بجراحٍ، جراء قصف قوات الاحتلال التركيّ.
وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني ألفين وعشرين ارتقى أربعة شهداء بينهم طفلان، وأصيب ثمانية آخرون.
أما الرابع والعشرون من شباط من العام نفسه فقد شهد انهيار سقف منزل على عائلة مهجرة في قرية آقبيه بريف عفرين المحتلة، حيث اُستشهدت طفلة ووالداها.
والشهر الفائت أصيب أربعة أشخاص، بينهم طفل، في قصف تركيّ بطائرة مسيّرة على بلدة تل رفعت.
يذكر أنّ الإدارة الذاتية في عفرين كانت المبادرة في اعتماد المناهج المدرسيّة باللغة الأم وتم تجهيز المناهج الدراسيّة باللغات المحليّة الثلاث (العربيّة والكرديّة والسريانيّة) إضافة إلى مادة اللغة الإنكليزيّة.
