كشف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن في حوار صحفي, عن قرب انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا, موضحا أن الأمر “سيستغرق بعض الوقت”, يأتي ذلك في وقت أجمع فيه المشاركون في جلسة ملتقى الحوار السياسي في جنيف, على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن ومباشر.
في ظل الدعوات الدولية المكثفة لرحيل تركيا ومرتزقتها عن الأراضي الليبية، والذين يعتبرون عقبة أمام التسوية السياسية في البلاد, أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن خلال حوار صحفي, أن القوات الأجنبية والمرتزقة سيرحلون “قريبا” من ليبيا, إلا أن عملية الانسحاب “ستستغرق بعض الوقت”, دون إعطاء موعد محدد لتنفيذ تلك العملية.
مراقبون في الشأن الليبي اعتبروا هذا التصريح, خطوة من واشنطن على خط الحراك الدولي الواسع، من أجل إخراج ليبيا من دوامة الأزمة، وخاصة أنّ الولايات المتحدة تتمسك علنا برحيل كل القوات الأجنبية من هذا البلد الإفريقي.
وتعتبر قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من أبرز المعرقلين لحل الأزمة الليبية, بعد أن كانت أنقرة قد أقحمتهم في مستنقع الحرب الليبية لتحقيق مصالحها ومطامعها في الأراضي الليبية, وذلك عبر اتفاقات منتهية الصلاحية, كانت قد وقعتها مع حكومة الوفاق الليبية الخاضعة للإخوان المسلمين.
ووفق مصادرة مطلعة, فإنّ الاحتلال التركي نشر نحو سبعة آلاف ضابط وجندي من سلاح البر والجو والبحر في الأراضي الليبية, الأمر الذي يعتبر نقضا لمخرجات مؤتمر برلين اثنين، الذي تعتبره واشنطن فرصة حقيقية لحسم ملف القوات الأجنبية والمرتزقة، والمضي بخارطة الحوار السياسي نحو الموعد الانتخابي.
ملتقى الحوار السياسي الليبي يشدد على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن ومباشر
ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في جنيف, والذي أنهى جلسته وسط أجواء وُصفت بالإيجابية بعد اجتماعات دامت ثلاثة أيام متواصلة, أثمر عن نتائج تؤكد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بشكل متزامن ومباشر، عن طريق الاقتراع العام بنظام القوائم, إلى جانب التوصل لبعض البنود التنظيمية للعملية السياسية, والتأكيد على وضع أي فصيل سياسي يعارض ما تم انجازه, في مرمى عقوبات دولية, بعد أن تم الاتفاق على هذا المسار أساسا في مؤتمر برلين الثاني.
يذكر أنّ المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيتش، دعا أطراف منتدى الحوار السياسي الليبي المجتمعين في جنيف لتجاوز الخلافات وإقرار قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات العامة في نهاية السنة.
