الخلافات بين الدول العظمى تحرم 11 مليون سوري من المساعدات الإنسانية

أدت الخلافات بين الدول العظمى ودائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى حرمان أحد عشر مليون سوري من المساعدات الأممية، وذلك بعد ستة أعوام من تبني المجلس لقرار إيصال مساعدات عبر الحدود مع سوريا لملايين المحتاجين.

فيتو مزدوج جديد كان متوقعاً من قبل روسيا والصين، أفشل مجلس الأمن في تبني قرار يمدد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في مايعاني السوريين من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، بالرغم من النداءات الدولية التي حثت الأطراف الدولية على عدم الانجرار وراء المصالح والأجندات السياسية على حساب الشعب السوري.

المشروع الألماني البلجيكي نص على فتح معبرين محتلين من قبل تركيا لمدة 6 أشهر

وكانت كل من ألمانيا وبلجيكا، قد قدمتا مشروع قرار معدل، ينص على تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عبر المعبرين اللذين تحتلهما تركيا “باب الهوى وباب السلامة”، بينما استثنى المشروع معبر “تل كوجر” في شمال وشرق سوريا، وحتى لو أن المجلس وافق على المشروع الألماني البلجيكي فإن معاناة الأهالي في مناطق الإدارة الذاتية كانت ستستمر.

يشار إلى أن المشروع الذي تقدمت به برلين وبروكسل، كان ينص على فتح المعبرين المذكورين ضمن المناطق المحتلة لمدة ستة أشهر بدل سنة، ورفضته روسيا والصين بحجة “عدم التنسيق مع الحكومة السورية”.

وتعتبر الدول الأوروبية أن التعامل مع الحكومة السورية في إيصال المساعدات الأممية إلى البلاد شكل من أشكال” منح الشرعية” لها، لذلك قررت أن تقدم المساعدات عبر معبرين لا يقعان في مناطق سيطرتها، مما أدى لفيتو مزدوج ثانٍ من موسكو وبكين.

كذلك فشلت روسيا، في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يرمي لخفض المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة لسوريا عبر الحدود، بعدما صوّتت غالبية الأعضاء ضدّ النصّ، وذلك كرد من قبل الدول الغربية على الفيتو الروسي.

السوريون بلا مساعدات إنسانية.. والمجاعة تطرق الأبواب

ومنذ يوم أمس الجمعة، انتهى التفويض الأممي لإيصال المساعدات للسوريين، الذين يعانون من الحرب منذ عشر سنوات، زادها وباء كورونا وانتشاره في البلاد والعقوبات الغربية، وهو ما يعني حرمان أحد عشر مليون سوري من المساعدات ، التي شددت منظمات إنسانية ومنها برنامج الأغذية العالمي، أنها ضرورية ويجب أن تصل بالسرعة القصوى لكي لا نشهد مجاعة في البلاد التي يعيش أكثر من ثمانين بالمئة من شعبها تحت خط الفقر.

وتعاني مناطق شمال وشرق سوريا من قطع للمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة، بعد أن أجبرت روسيا مجلس الأمن على تبني قرار يستثني معبر تل كوجر من المساعدات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى