الذكرى السنوية الـ 10 لثورة 19 تموز التي انطلقت من مدينة كوباني

في شمال وشرق سوريا التي تعتبر نموذجاً مصغراً عن الفسيفساء السوري، شاركت شعوبها في ثورة 19 تموز كل بهويته ولونه، وأسسوا معاً نظاماً ديمقراطياً يستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية التي وضعها القائد عبد الله أوجلان كحل لأزمات الشرق الأوسط التي خلفها النظام الرأسمالي والدولة القومية.

يصادف الـ 19 من تموز الجاري، الذكرى السنوية العاشرة لثورة شمال وشرق سوريا، التي انطلقت شرارتها من مدينة كوباني عام 2012، وحققت انتصارات كبيرة بالقضاء على مرتزقة داعش ومواجهة آلة الإبادة التركية وذهنية حكومة دمشق القمعية، وسارت بالمجتمع نحو تأسيس نظام ديمقراطي استطاع الحفاظ على هذه المنطقة من الدمار والخراب مقارنة مع غيرها من المناطق السورية.

الأسباب التي مهدت الأرضية لثورة 19 تموز

إن ثورات الشعوب التي انطلقت في تونس ومصر وليبيا ضد الظلم والقمع، سرعان ما انتقلت إلى سوريا في 15 آذار عام 2011. والشعب الكردي كان أكثر من عانى من السوريين من سياسات حزب البعث منذ عام 1963، بدءاً من الحزام العربي، مروراً باتفاقية أضنة عام 1998 الموقعة بين حزب البعث والنظام التركي، وصولاً إلى المجزرة التي ارتكبت بحقه في انتفاضة قامشلو عام 2004 والقمع الذي تعرض له فيما بعد، وهذا ما دفعه ليكون أول المنضمين إلى الثورة السورية.

كدح القائد أوجلان على مدار 20 عاماً في سوريا يثمر عن ثورة 19 تموز

إن القائد عبد الله أوجلان أمضى نحو 20 عاماً في سوريا، علّم خلالها الكرد وأصدقائهم من العرب والسريان والأرمن، كيفية بناء الشخصية الثورية، ولذلك كانوا منظمين قادرين على فهم واستيعاب الثورة والألاعيب التي تحيكها القوى الإقليمية والدولية ضدهم، فبدأوا بتنظيم أنفسهم عبر بناء المؤسسات والاعتماد على ذاتهم واتباع سياسة النهج الثالث.

وبهذه الطريقة استطاع الشعب تحرير المناطق الكردية من حزب البعث، وانطلق بعد ذلك لتحرير باقي المناطق التي كان داعش يحتلها.

كيف انطلقت ثورة 19 تموز ولماذا كوباني بالتحديد؟

لم تدم الثورة السورية طويلاً بسبب توجهها نحو العسكرة والصراع على الحكم بين حزب البعث وأطراف سمّت نفسها بالمعارضة وارتهنت للقوى الخارجية. ومع تسارع وتيرة الأحداث، طرأ تغيّر مهم في سوريا في الثامن عشر من تموز 2012، إذ قتل عدد من قيادات حزب البعث من أعضاء خلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع الأوضاع التي تعيشها البلاد، وأنهارت منظومة حزب البعث العسكرية حينها، وبدأت المناطق الريفية تخرج من سلطته، وفي ذات اليوم سيطر المسلحون على جرابلس والباب، وكانوا ينوون السيطرة على كوباني، وهذا ما دفع وحدات حماية الشعب للتحرك مباشرة من أجل حماية شعوب المنطقة ، وفي يوم 19 تموز 2012 انطلقت الثورة محررة مدينة كوباني، ولتنقل شرارة الثورة إلى بقية مناطق روج آفا.

وفي يوم 19 تموز 2012 أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب رسمياً عن وحداتها وعاهدت بالدفاع عن جميع مكونات روج آفا دون استثناء، وهذا ما أكدته من خلال التضحيات التي قدمتها لاحقاً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى