أوساط جزائرية: الرئيس الجزائري يقدم صكاً على بياض لرأس النظام التركي أردوغان في التمدد بأفريقيا

قدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، صكاً على بياض لرأس النظام التركي أردوغان عبر الاتفاقات التي وقعها معه، وفتح بذلك الطريق أمامه لتنفيذ مشاريعه التوسعية في الدول العربية وشمال أفريقيا بعدما فشل رهانه على الإخوان المسلمين في تحقيق ذلك.

لطالما أراد رأس النظام التركي أردوغان تطبيق مشاريعه التوسعية في البلدان العربية وشمال أفريقيا، وسعى لاستغلال الإخوان المسلمين في ذلك مع بداية ما يسمى الربيع العربي، ولكنه فشل في مصر ولاحقاً في ليبيا وتونس، إلا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قدم له ما كان يبحث عنه في زيارته الأخيرة إلى أنقرة التي استغرقت ثلاثة أيام ووقع خلالها 15 اتفاقية تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية.

وتقول أوساط سياسية جزائرية إن تبون قدم لرأس النظام التركي ما كان يبحث عنه بجعل الجزائر حديقة خلفية لخطط أنقرة في شمال أفريقيا، وذلك من خلال اتفاقيات متعددة تسمح لتركيا بالتحكم في القرار الجزائري.

وأشارت الأوساط إلى أن هذه الاتفاقيات هي بمثابة صك على بياض لأنقرة حتى تتخذ من الجزائر مركزاً لانطلاق أنشطتها في شمال أفريقيا، ودعم دورها في ليبيا ومالي والضغط على تونس التي ترفض الانضواء تحت المظلة التركية، لافتةً أن هذا الدور لا يليق بالجزائر وتاريخها.

أوساط جزائرية: زيارة رئيس النظام التركي أكدت ضعف الجزائر تحت قيادة تبون

وأوضحت الأوساط الجزائرية أن الزيارة أكدت ضعف الجزائر تحت قيادة تبون ومحدودية نفوذها الإقليمي، خاصة إذا تزامن الأمر مع مخلفات الأزمة الجزائرية – المغربية.

وتعتقد هذه الأوساط أن أردوغان أغرق الجزائر بالاتفاقيات الكبيرة ولا يعرف إلى أي حد سيلتزم بما وعد به، ولكن ذلك يظهر مفارقة عجيبة: دولة تحصل على عائدات كبرى من الغاز والنفط تجد نفسها مرتهنة لاستثمارات دولة غير نفطية رغم أن الأمر يفترض حصول العكس تماما.

فيما يقول المراقبون أن تركيا ستسغل هذه الاتفاقات لتسويق أسلحتها في الجزائر، وأشاروا أن أردوغان أظهر خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع تبون، نواياه في الرهان على الجزائر كمنصة انطلاق نحو المنطقة وأفريقيا عموماً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى