السلاح النووي التركي .. لعبة أردوغان الجديدة

ألمح أردوغان في تصريح له أمس الأربعاء إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية، محاولاً بذلك سلوك طريق طهران في الوقوف بوجه أمريكا وأوروبا لتخفيف الضغوط الاقتصادية على بلاده، وامتلاك قوة رادعة في وجههم.

في تصريح مفاجئ الأربعاء كشف فيه أردوغان نواياه الحقيقية في تحدي واضح للرأي العام الدولي، وألمح إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية “على غرار دول الجوار”، ساعياً بذلك إلى حيازة قوة رادعة، والقيام بمساومة جديدة ترفع الضغوط المفروضة على بلاده عبر محاكاة “النموذج الإيراني”؟

وقال أردوغان الأربعاء: “إنه من غير المقبول ألا تسمح الدول المسلحة نووياً لبلاده بامتلاك أسلحة نووية، مضيفاً “بعض الدول تمتلك صواريخ برؤوس حربية نووية، ليست واحدة أو اثنتين، لكنها تقول لنا إنه لا يمكننا أن نمتلكها، وهذا ما لا يمكنني القبول به”.

يأتي حديث أردوغان عن السلاح النووي في الوقت الذي تعزز فيه بلاده علاقاتها الدفاعية مع روسيا على حساب الولايات المتحدة، الحليف التاريخي لأنقرة في حلف الشمال الأطلسي.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا حُرمت في وقتٍ سابقٍ من صفقات الأسلحة، قائلاً: “طلبنا قنابل ذكية من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أخبرناه أننا في حاجة إليها، لكنه رفض.. قدمنا الطلب نفسه لـ (الرئيس الحالي دونالد ترامب، ولكن دون جدوى”.

وتابع “هذا الرفض قد يجعل بلادنا تبدأ في تسليح نفسها بنفسها”.

ولم يسبق لأردوغان أن تحدث بشكلٍ صريحٍ عن خطط أنقرة لامتلاك أسلحة نووية، مما يجعل حديثه الأخير محط تساؤلات، لاسيما في خضم التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص الاتفاق النووي المبرم عام ألفين وخمسة عشر.

وتعزو تقارير إعلامية حديث أردوغان عن الأسلحة النووية إلى رغبته في تشتيت اهتمامات المواطنين والتغطية على فشل سياساته الاقتصادية والاجتماعية.

فيما يقول مراقبون إن النظام التركي يريد أن يواصل محاكاة نظيره الإيراني، مشيرين إلى أن حصول أنقرة على أسلحة نووية “لن يكون بالأمر المفاجئ”.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب التركي “عبدالله بوزكورت” إنه “بالنظر إلى الحقيقة التي تقول إن تركيا في عهد أردوغان تحاكي النموذج الإيراني، من خلال الاستثمار في الحروب والسعي إلى تغيير الأنظمة وتصدير أيديولوجية الحزب الحاكم إلى الخارج، فإنه لا ينبغي للمرء أن يفاجأ في حال حصلت أنقرة على أسلحة نووية”.

في المقابل، يشير متابعون إلى أنه من الصعب منح تركيا الضوء الأخضر لامتلاك أسلحة نووية، على اعتبار أنها “دولة لا يمكن الوثوق بها”.

ومع الاستحالة المنطقية لتحقيق حلم أردوغان بالحصول على “أسلحة الدمار الشامل”، يحذّر محللون من خطر لجوء أنقرة إلى “برنامج نووي سري”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى