العقوبات الأوروبية والأمريكية تدفع أنقرة إلى التحرك الدبلوماسي المرن تجاه أطراف عدة

دفعت العقوبات الأوروبية والأمريكية والتغيرات السياسية الغربية، خلال الفترة الماضية أنقرة إلى التحرك الدبلوماسي المرن تجاه أطراف عدة, حيث دعت كلا من فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى الحوار لحل القضايا العالقة بينهم. 

بعد خلافات حادة بين باريس وأنقرة، والاتهامات التي وجهها أردوغان, شخصيا، إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تسعى تركيا خلال الفترة المقبلة إلى ترميم علاقاتها مع فرنسا …. حيث أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الجمعة، عن مبادرة لأردوغان في مراسلة ماكرون، تضمنت تقديم التعازي في الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا.

وأضاف أوغلو, أن الجانبين سيجريان محادثة هاتفية عبر دائرة الفيديو المغلقة قبيل لقاء يجمعهما، مشيرا إلى اتفاق أنقرة وباريس على استئناف الحوار لتخطي التوتر الكبير.

بالمقابل، أكدت الرئاسة الفرنسية على إجراء مراسلات بين الجانبين دون الكشف عن مضمونها، كما أعلن قصر الإليزيه، عن الحاجة إلى خطوات ملموسة من قبل أنقرة لدفع العملية الحوارية إلى الأمام.

يأتي ذلك، في إطار سعي النظام التركي إلى تحسين علاقاته مع الاتحاد الأوروبي أيضا عقب العقوبات الأمريكية والأوروبية بالإضافة إلى التغيرات السياسية الغربية وقبيل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن والذي لن يكون متساهلا مع أنقرة على مايبدو.

التقارب التركي المشبوه مع الدول الغربية، تمثل في تكرار وزير الخارجية، جاويش أوغلو لرسائل أردوغان السابقة حيث قال إن أنقرة ترى مستقبلها في أوروبا، مشيرا إلى تمسك بلاده بمحادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي، ومؤكدا في الوقت نفسه على عضوية تركيا في العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية.

وفيما يتعلق بالمحادثات مع اليونان، قال أوغلو، إن المباحثات ستعقد في إسطنبول خلال الشهر الجاري كما سيجمع لقاء وزيري خارجية البلدين دون تحديد موعده.

الرسائل التركية لم تقتصر على الاتحاد الأوروبي وفرنسا بل شملت الولايات المتحدة كذلك, فقد طالبت أنقرة واشنطن بايجاد حل لمشكلة بيع طائرات إف – خمسة وثلاثين الأمريكية إلى تركيا المستبعدة من برنامج إنتاجها لشرائها منظومة الصواريخ الروسية إس – أربعمئة.

أضيف إلى كل ذلك، حديث وزير الخارجية التركي، عن رسائل إيجابية من دولة الإمارات المتحدة، وخطوات متبادلة مع جمهورية مصر لتحسين العلاقة بين البلدين.

ويرى مراقبون، أن السياسة التركية المشبوهة خلال الفترة الحالية والقائمة على التقارب مع دول المنطقة والاتحاد الأوروبي وفرنسا بالإضافة إلى الولايات المتحدة واليونان تهدف بالدرجة الأولى إلى التحايل على العقوبات الأوروبية والأمريكية والتخفيف من مقاطعة العديد من دول المنطقة لأنقرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى