الفورين بوليسي: أردوغان يريد إعادة رسم الخريطة العرقية للشرق الأوسط

نشرت مجلة “الفورين بوليسي” الأمريكية مقالاً أوضحت فيه، بأن المساعي العدوانية التركية في سوريا، تتماشى مع التاريخ الطويل من التهجير القسري للسكان، الذي مارسته الإمبراطورية العثمانية، وأن أردوغان يسعى حالياً إلى إعادة رسم الخريطة العرقية في الشرق الأوسط، وذلك بتهجير الكرد والمسيحيين من الشمال السوري وتوطين المسلمين السنة مكانهم.

رأت مجلة “الفورين بوليسي” الأمريكية بأن المساعي العدوانية التركية في سوريا، تتماشى مع التاريخ الطويل من التهجير القسري للسكان، الذي مارسته الإمبراطورية العثمانية، حيث يحاول أحفاد العثمانيين الآن تهجير من تم تهجيرهم من قبل في القرن الماضي.

ويلفت التقرير إلى أن أردوغان يسعى حالياً إلى إعادة رسم الخريطة العرقية بالشرق الأوسط، حيث يواجه المسيحيون النازحون من سري كانيه بعد الهجوم التركي صدمات ناجمة عن الماضي بجانب الحاضر، حيث كان أجدادهم في تركيا وقد تم تهجيرهم قسراً من مناطقهم هناك.

وتتوقع المجلة بأن أغلب الذين سيتم توطينهم في مناطق الكرد والمسيحيين هم من “المسلمين السُنّة”، الأمر الذي يُشعرأردوغان بالراحة مع استخدام تغيير التركيبات السكانية كوسيلة سياسية للوصول إلى أهدافه، فهو يواصل تهديد أوروبا باستخدام اللاجئين كسلاح والسماح لهم بالعبور إلى اوروبا.
وكانت السفيرة الأمريكية السابقة بالأمم المتحدة سامنتا باور، أحد أبرز منتقدي أردوغان وضمن من اتهموه بالتخطيط لعملية تطهير عرقي للكرد في سوريا.
كما أن ذلك يعيد بالذاكرة ما حدث بمدينة عفرين حينما احتلتها تركيا العام الماضي، ونزح على إثر ذلك حوالي مئة وسبعين ألف شخص غالبيتهم من الكرد، بحسب إحصائيات أممية.
وتقول دارين خليفة، كبيرة المحللين بالشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية، إنها عادت مؤخراً من شمالي سوريا ورأت الخوف من الخطة التي يحاول أردوغان تنفيذها حيث سيقوم بتوطين آخرين في المنطقة.
وكانت أفظع جرائم التهجير القسري وتغيير التركيبات السكانية ما ارتكبته الإمبراطورية العثمانية بحق الأرمن وما وصل إلى حد الإبادة وليس التهجير فقط، حيث قُتل أكثر من مليون من الأرمن.
وبعد النجاة من المذابح ضد المسيحيين خلال الحرب العالمية، وجدت أقليات الأرمن والآشوريين والكلدان في تركيا نفسها في دولة تحاول القضاء على وجودهم، وانتهى الأمر بهروب الكثير منهم إلى شمالي سوريا.
وتضيف المجلة إن أنقرة كانت قد هجّرت ملايين الكرد حينما هاجمت وحرقت آلاف القرى الكردية في تركيا في التسعينيات، وقالت منظمة العفو الدولية إن حوالي نصف مليون شخص تم تهجيرهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى