المساعدات الإنسانية قضية أخلاقية تحكمها التجاذبات السياسية

يهدد الجوع أكثر من ثمانين بالمئة من الشعب السوري، في الوقت الذي تبدو فيه الدول الكبرى منهمكة بمبارزات سياسية آخر فصولها ما يجري هذه الأيام في أروقة مجلس الأمن الدولي، من مشاريع إنسانية مضادة.

فيما ينصب الكثير من التركيز المتعلق بالصراع السوري على قضايا التكتيكات العسكرية والسلطة السياسية، لا تلقى الأزمة الإنسانية الكبيرة معالجة لائقة, إذ لا يزال هناك ملايين السوريين والذين تتجاوز نسبتهم الثمانين بالمئة من مجمل الشعب السوري مهددين بالجوع .

ويبدو أن الدول الكبرى منهمكة في مبارزات سياسية آخر فصولها ما يجري هذه الأيام في أروقة مجلس الأمن الدولي, حيث قدمت ألمانيا وبلجيكا مسودة قرار جديد ينص على إبقاء المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة لسوريا عبر الحدود بلا تغيير بعد إخفاق روسيا في تمريرمشروع مضاد لخفضها من معبرين إلى واحد ولمدة ستة أشهرفقط ,ليقابل نص البلدين الغربيين الأول بفيتو من قبل روسيا والصين.

وذكر دبلوماسيون أن ألمانيا وبلجيكا ستتقدمان بمشروع قرارجديد, اليوم, يتضمّن تنازلا واحدا هو خفض مدّة التمديد إلى ستّة أشهر مع الإبقاء على المعبرين. لكن لا شيء يدل على أن روسيا والصين ستقبلان به, مشددين على أن الحسابات السياسية لواشنطن وموسكو تطغى على أي اعتبارات إنسانية في التعاطي مع الملف السوري.

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: المساومة على المعبرين الحدوديين خط أحمر

الموقف الأمريكي جاء على لسان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة, كيلي كرافت, والتي قالت أن المساومة مع روسيا والصين حول خفض المعابرالإنسانية في سوريا من معبرين إلى واحد, خط أحمر, كما أعربت منظمة أوكسفام الخيرية غير الحكومية، عن خشيتها من أن وقف المساعدات عبر الحدود سيشكل ضربة قاصمة لملايين العائلات السورية التي تعتمد عليها في الحصول على مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والسكن.

مراقبون: مسودة القرار تجاهلت معبر تل كوجر الحدودي بشكل مقصود

ففي الوقت التي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من استمرار إغلاق معبر تل كوجرالحدودي الذي يربط مناطق شمال وشرق سوريا مع العراق مؤدياً إلى انخفاض الخدمات الطبية المتاحة ونقص متزايد في الإمدادات الطبية, يرى مراقبون أن مسودة القرارالألماني البلجيكي وحتى الروسي تجاهلت وبشكل مقصود هذا المعبر والذي يعتبر المنفذ الوحيد لمناطق شمال وشرق سوريا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد متمثلة بقانون قيصر ووباء كورونا .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى