المناطق المحتلة تشهد حالة من الفلتان الأمني إضافة إلى عمليات التغيير الديمغرافي

تشهد المناطق المحتلة الممتدة من جرابلس حتى مدينة إدلب في شمال سوريا، سياسة ممنهجة تتبعها دولة الاحتلال التركي لسلخها عن باقي المناطق السورية، أمام أنظار حكومة دمشق والمجتمع الدولي، بعد ترك الشعب في تلك المناطق لقمة سائغة للاحتلال التركي.

تشهد المناطق المحتلة من قبل الدولة الفاشية التركية في المنطقة الممتدة بين جرابلس وإعزاز وحتى عفرين وإدلب حالة من الفوضى والفلتان الأمني، بالإضافة إلى عمليات التغيير الديمغرافي التي تتم بشكل ممنهج وعلني أمام أنظار حكومة دمشق وروسيا والمجتمع الدولي.

ومع انطلاق شرارة الأزمة السورية، حاولت دولة الاحتلال التركي عبر أجنداتها وأجهزتها الاستخباراتية استغلال المواطنين في شمال شرق مدينة حلب، لا سيما المناطق التي تقع على الحدود السورية ـ التركية، من خلال إغراء المدنيين عبر منحهم بطاقات شخصية تسهل عبورهم إلى تركيا، بعد تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في المنطقة.

دولة الاحتلال تسعى لتشكيل تكتلات عسكرية وسياسية تركمانية لتمرير سياساتها في المنطقة

وحاولت دولة الاحتلال التركي تشكيل تكتلات وتشكيلات عسكرية تركمانية وأحزاب سياسية لها، لتمرير سياساتها الاستعمارية في المنطقة، وبحسب ما أفاد به عدد من المواطنين في تلك المناطق، فإن دولة الاحتلال عقدت اجتماعات مكثفة لوجهاء المنطقة والقرى وفتحت سجلات مزيفة تعود إلى تاريخ العثمانيين، على أن المواطنين في شمال شرق مدينة حلب من أصول تركمانية.

وضيقت تركيا من خلال الأحزاب التركمانية الخناق على الكرد وأجبرتهم على حمل الهوية التركية، تحت ضغط السلاح، أو محاربتهم في لقمة عيشهم، وإغرائهم بمنحات بمبالغ مالية طائلة أو ضمهم في صفوف المرتزقة، لتكون عمليات القتل والتشليح والاستيلاء على ممتلكات المدنيين مباحة لهم.

الاحتلال التركي يزيل أحياء بأكملها في مدن الباب وجرابلس وإعزاز لإنشاء قواعد عسكرية

لم تكتفِ دولة الاحتلال التركي بعمليات التغيير الديمغرافي، بل عمدت إلى إزالة أحياء بأكملها في مدينة الباب وجرابلس وإعزاز، لإنشاء قواعد عسكرية عليها، لتكون بمثابة ملاذ آمن للمسؤولين الأتراك.

وعمد الاحتلال التركي في الفترة الأخيرة إلى بناء عشرات المستوطنات في المناطق المحتلة، بين جرابلس ومدينة إدلب، وذلك لتوطين أكبر عدد من المستوطنين الذين استقدمتهم تركيا من مختلف المناطق السورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى