النظام التركي يسعى إلى التقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة من خلال الاقتصاد والتجارة

يحاول النظام التركي التقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة، من خلال العلاقات الاقتصادية والتجارية، الأمر الذي يعتبره مراقبون خطوة لتغيير نظرة إدارة بايدن, إزاء أردوغان الذي فقد غطاءه السياسي في أمريكا والمتمثل بـ الرئيس السابق دونالد ترامب.

مع تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن سدة الحكم في البيت الأبيض، تسعى تركيا إلى التقرب من الإدارة الجديدة، من باب العلاقات الاقتصادية والتجارية، في ظل مواقف فريق بايدن من سلوكيات النظام التركي وممارساته المزعزعة للاستقرار في عدد من المناطق.

وفي هذا الصدد أعلن رئيس مجلس المصدّرين الأتراك، إسماعيل غولّا، اعتزام أنقرة افتتاح مركز لوجستي في الولايات المتحدة الأميركية، للمساهمة في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مئة مليار دولار.

وكانت العلاقات بين رئيس النظام التركي أردوغان والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عرفت تطورا هاما خلال الفترة الماضية, حيث منح ترامب الحكومة التركية الضوء الأخضر للتدخل في عدد من الساحات سواء الغزو التركي لشمال وشرق سوريا عام ألفين وتسعة عشر، أو في ليبيا وآرتساخ.

مراقبون: تعويل أنقرة على الاقتصاد لتغيير سياسيات واشنطن خاطئ وبايدن سيواجه تمدد أردوغان

مراقبون للعلاقات الأمريكية التركية ومواقف إدارة بايدن من نظام أردوغان يرون أن التعويل على الجانب الاقتصادي فقط للتأثير في السياسات الأميركية نهج خاطئ ولن يؤدي الى نتائج حقيقية، مشيرين إلى أن إدارة بايدن عازمة على مواجهة التمدد التركي.

وكان وزير الخارجية الأميركي آنتوني بلينكن قد طرح في مجلس الشيوخ قبل منحه الثقة توجهات الإدارة الجديدة بخصوص تركيا حيث وصفها صراحة، بأنها “شريك استراتيجي مزعوم” وأشار إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها لشرائها أنظمة الدفاع الجوية الروسية إس – أربعمئة, والذي أدى إلى فرض عقوبات على أنقرة مما زاد من تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين.

واشنطن لن تغير نظرتها لأنقرة إلا إذا غيرت سياساتها والتزمت بالقرارات الدولية

ويرى محللون أن المواقف الأميركية الصارمة ضد تركيا أدت إلى تغيير طفيف في بعض السياسات خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي واليونان وبالتحديد في ملف التنقيب شرق المتوسط، مشيرين إلى أنه لم يعد لتركيا المجال للمناورة في عدد من الملفات مع انتهاء الغطاء السياسي الذي مثله دونالد ترامب، والعلاقة المتوترة بين بايدن وأردوغان، الذي وصفه بايدن بـ المستبد والمناهض للديمقراطية, مؤكدين أن الإدارة الأميركية الجديدة لن تغير نظرتها تجاه تركيا إلا إذا غيرت تماما نهجها وسياساتها في المنطقة والتزمت بالقرارات الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى