النظام التركي يوظف المافيات في جرائمه للتنصل من المساءلة القانونية

تتبادل كلّ من حكومة أردوغان والمافيا التركية الأدوار والخدمات، ويكون بينهما توحيد للجهود ضدّ الخصوم، بحيث تؤمّن الحكومة غطاء شرعيّاً للمافيات في الخفاء، في حين أن تلك المافيات تنفّذ أجندتها بإثارة المشاكل وارتكاب الجرائم التي يراد تنفيذها والتنصّل من مسؤولياتها، بحسب ما يشير معارضون.

لعلّ من أبرز النقاط التي يمكن الإشارة إليها في سياسة الحكومة التركية على الصعيدين الداخلي والخارجي، هي علاقتها الوطيدة مع المافيا، واستخدامها قادة المافيا لتمرير بعض رسائلها السياسيّة إلى معارضيها من جهة، وإلى الخارج من جهة أخرى، بطريقة تمكّنها من التبرّؤ من المسؤولية القانونية حين المساءلة وإثارة الأمر على صعيد رسميّ.

لكنّ هذا الاستخدام الوظيفيّ لزعماء المافيا التركية من قبل حكومة أردوغان لا يعني أنّ بإمكانها التحكّم بهم، وإبقائهم تحت السيطرة، بل يزيد هامش المناورة والتحرّك عندهم، ويعيد إلى الذاكرة والواجهة فترات سابقة من التاريخ التركي الحديث حيث احتلّت المافيا الواجهة وتحكّمت بمؤسّسات أمنية واستخبارية في الدولة، وهيمنت على قادة في الجيش ممّن تورّطوا معها، أو كانوا شركاء في الجريمة المنظّمة.

وتتبادل كلّ من حكومة أردوغان والمافيا التركية الأدوار والخدمات، ويكون بينهما توحيد للجهود ضدّ الخصوم، بحيث تؤمّن الحكومة غطاء شرعيّاً للمافيات في الخفاء، في حين أن تلك المافيات تنفّذ أجندتها بإثارة المشاكل وارتكاب الجرائم التي يراد تنفيذها والتنصّل من مسؤولياتها، بحسب ما يشير معارضون أتراك.

النظام التركي مرر قانونا للإفراج عن زعماء مافيا متورطين بجرائم فظيعة في البلاد

في غضون ذلك عاد عدد من قادة المافيا التركية المعروفين بإجرامهم إلى الواجهة بعد القانون الذي مرّره حزب العدالة والتنمية في البرلمان في شهر نيسان الماضي، والذي تمّ بموجبه الإفراج عن قرابة تسعين ألف سجين .

ويحذّر مراقبون من أن إعادة ظهور شخصيات مثل زعيم المافيا سيئ السمعة علاء الدين تشاكيجي، من السجن كجزء من تدابير مواجهة فيروس كورونا، والمطالبة الأخيرة بإلغاء حزب الشعوب الديمقراطي من قبل رئيس حزب الوطن، دوغو بيرينجيك، تمثل علامة مهمة وواضحة.

المافيا القومية التركية تشارك في الحرب ضد الحركة السياسية الكردية

وبدأت هذه المافيا القومية في المشاركة بنشاط في حرب تركيا ضد الحركة السياسية الكردية في التسعينيات القرن الماضي، كما نجحت المجموعة في السيطرة الكاملة على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا والأميركتين.

وكان قد تم القبض على تشاكيجي، الذي وُصف بأنه ضابط في المخابرات السابقة، لأول مرة بعد الانقلاب العسكري التركي عام ألف تسعمئة وثمانين لقتله أكثر من أربعين يساريًا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى