أعلنت وزارة الصحة الهندية تسجيل أكثر من أربعمئة ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات القليلة الماضية, وذلك في أكبر حصيلة للإصابات اليومية في العالم, وسط حملة تطعيم واسعة ضد الفيروس بلغت إلى اليوم, أكثر من أحد عشر في المئة من سكان البلاد.
ليست مشاهدَ من فيلم بوليوودي.. بل هو واقع مرعب تمر به الهند نتيجة تفشي نسخة متحورة من فيروس كورونا, أُطلق عليها اسم سلالة كورونا الهندية.
مئات الآلاف من الإصابات اليومية وآلاف حالات الوفاة.. هو ما آلت إليه الأمور في البلاد، بعدما خرجت الطفرة الجديدة عن السيطرة, ففي أحدث إحصاء يومي للإصابات, أعلنت وزارة الصحة الهندية تسجيل أكثر من أربعمئة ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات القليلة الماضية, وذلك في وقت رصدت فيه الجهات المعنية ما يزيد عن ثلاثة آلاف وخمسمئة حالة وفاة جديدة بالفيروس, لتكمل بذلك الهند أشهرا صعبة من ناحية انتشار الفيروس, حيث أخذ التفشي منحىً متصاعدا منذ أواخر آذار الماضي.
استنفار ملحوظ للكوادر الطبية في مشافي الهند, لتلافي ما هو أعظم من هذه الكارثة, بدأ بحملة واسعة للتطعيم ضد فيروس كورونا, شملت حتى اليوم حوالي مئة وخمسين مليون جرعة، أي ما يعادل نسبة أحد عشر فاصلة خمسة في المئة من سكان الهند، وسط تحذيرات من نفاد مخزونات اللقاح في عدة ولايات.
ومع تداعيات هذه الكارثة نقلت رويترز عن خمسة علماء أعضاء في منتدى مستشارين علميين شكلته الحكومة الهندية قولهم, إن المنتدى حذر المسؤولين الهنود في أوائل آذار الماضي من ظهور سلالة جديدة من كورونا، إلا أنّ الحكومة لم تسعَ لفرض قيود كبيرة لوقف تفشي الفيروس, وهو ما أدى لإقامة مناسبات بحضور ملايين الأشخاص, معظمهم دون كمامات, الأمر الذي يعتبر تقصيرا واضحا من الحكومة, التي أصدرت اليوم قرارا بتمديد الإغلاق في العاصمة نيودلهي لمدة أسبوع لمواجهة التفشي, وذلك بالتزامن مع وصول مساعدات طبية من أكثر من أربعين دولة, إذ تعاني المستشفيات من نقص كبير في الأسرّة والأوكسجين والأدوية.
هذا وتتصدر الهند الترتيب الثاني في قائمة الدول المتضررة جراء الفيروس, بعد الولايات المتحدة, برصيد يزيد عن تسعة عشر مليونا ومئة وستين ألف حالة إصابة, من بينها ما يقارب مئتين واثني عشر ألف حالة وفاة, وهي أرقام قابلة للزيادة نظرا للتفشي المتصاعد الذي سجل خلال ثلاثة أيام الماضية, أكثر من مليون ومئة ألف إصابة جديدة وأكثر من عشرة آلاف وستمئة حالة وفاة.
