انتخابات تركيا..نجح أردوغان وخسرت الديمقراطية ووحدة المجتمع

تمحور تحالف الفاشي أردوغان للفوز بالانتخابات الرئاسية بصفة أساسية حول التشدد تجاه الكرد، والرهان على التيار القومي المتطرف, فيما يؤكد باحثون أن الديمقراطية في تركيا مزيفة ويقودها التطرف والشعبوية.

أثارت نتائج الانتخابات التركية بفوز زعيم الفاشية التركية أردوغان لولاية أخرى الكثير من التساؤلات للمرحلة المقبلة ليستفيد فيما يبدو بالحشد الكبير الذي قام به بين صفوف الإسلاميين والقوميين الأتراك، وتأجيج الكراهية تجاه المكون الكردي والتلاعب بقضية اللاجئين والمهاجرين.

في الصدد؛ يقول محمد ربيع الديهي الباحث في العلاقات الدولية، إن تحالف أردوغان للفوز بهذه الانتخابات تمحور بصفة أساسية حول التشدد تجاه الكرد، أو الرهان على التيار القومي المتطرف والذي اعتمد عليه بصفة أساسية، لدرجة أن سنان أوغان المرشح الذي حل ثالثاً في جولة 14 أيار أعلن عن تأييده له في الجولة الثانية.

وأضاف “الديهي”: “نجاح أردوغان يعني بقدر كبير استمرار نفس سياساته في الشمال السوري المحتل، ونفس سياساته تجاه الكرد سواء داخل تركيا أو خارجها، لكن في الداخل أعتقد أنه سيشدد قبضته الأمنية أكثر تجاههم، خصوصاً وأنهم كانوا عنصر القوة الرئيسي للمعارضة أو لمرشح المعارضة كمال قلجدار أوغلو”.

وأكد الباحث في العلاقات الدولية، في سياق حديثه أن فوز زعيم الفاشية أردوغان كان متوقعاً بدرجة كبيرة في هذه الانتخابات، نظراً لشبكة التحالفات التي أقامها، وفي الوقت ذاته لأن المعارضة التركية لا تزال ضعيفة وبها انقسامات ولا تزال كذلك تفتقد إلى شخص يتمتع بكاريزما كبيرة.

وفي السياق ذاته؛ يقول محمد عامر مدير وحدة الدراسات التركية بمركز العرب للأبحاث والدراسات إن فوز زعيم الفاشية أردوغان على الصعيد الداخلي يعني استمرار نفس السياسات الاستبدادية التي اتبعها خلال السنوات الأخيرة، حيث تراجعت كثير من الحقوق والحريات وتحولت تركيا إلى أكبر معتقل للصحفيين في العالم.

وأضاف عامر، أن أردوغان يدرك أنه نجا من اختبار هو الأصعب طوال مسيرته السياسية بشق الأنفس، لأن هذه المرة كان يواجه معارضة هي الأقوى طوال فترة حكمه، وحتى لو لم تهزمه في هذه الانتخابات، فإن وصول الانتخابات لجولة ثانية أتى كأمر مخيب لآماله وطموحاته وأنصاره الذين كانوا يراهنون على الفوز من الجولة الأولى وبنسبة كبيرة.

ويؤكد الباحث في الشأن التركي أن الكثيرين يتحدثون عن الديمقراطية في تركيا، لكنها في الواقع نظرة غير عميقة وتأتي من بعيد، لكن النظرة الأعمق تؤكد أنها ديمقراطية مزيفة، لأنه على سبيل المثال كل موارد الدولة كانت في خدمة أردوغان، منها الإعلام الحكومي الذي خصص تغطيات بالساعات لأردوغان، بينما لم يحصل مرشح المعارضة الرئيسي إلا على أقل من 40 دقيقة.

حزب العدالة والتنمية يجبر الناخيين للتصويت لأردوغان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى