باحثون يستبعدون حدوث مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران

يرى باحثون أن الإدارة الأميركية الحالية لا تبحث عن توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط لتشمل إيران؛ لأنها منهمكة بالأزمة الأوكرانية، وعينها على كل ما تقوم به الصين في بحرها والضغوطات على تايوان، مستبعدين أن تذهب الأمور إلى المواجهة والتصعيد المفتوح.

تشير عدة تقارير إلى أن الردود الأميركية على إيران ضعيفة وغير فعالة وغير قادرة على مواجتها، فيما تشير التحليلات إلى أن ذلك يعدّ دليلاً على ضعف الرد الأميركي على طهران في الشرق الأوسط، وكذلك سعيها إلى عدم الصراع المباشر معها.

وفي هذا السياق، يرى الباحث والمحلل السياسي طارق وهبي أنه “منذ استلام جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة نشّطت إدارته آلية التفاوض لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي الإيراني والدفع نحو التزام طهران بتطبيق كل بنود ما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه المبادرة فرضت واقعاً جديداً وهو أن المفاوضين الأميركيين أصبحوا أقرب للطرح الإيراني حول المصالح المشتركة.

ويرى وهبي أن واشنطن لا تبحث عن توسيع رقعة الصراع؛ لأنها أيضاً منهمكة بالأزمة الأوكرانية وعينها على كل ما تقوم به الصين في بحرها والضغوطات على تايوان.

كما استبعد أن تهمل الإدارة السياسية الأميركية الشق الداخلي وهو الأعلى اهتماماً؛ لأن التحضيرات السياسية للانتخابات الرئاسية المقبلة تشهد تخبطات كثيرة من طرفي السباق نحو البيت الأبيض؛ الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.

ويعتبر طارق وهبي أن إسرائيل ورّطت أميركا في النهاية في نهجها التدميري بغزة، وتبحث عن مخرج لكي لا يمتد الصراع لأنها ستكون في حالة تشتت لن تسمح للإدارة العسكرية الأميركية أن تقف في كل الجبهات بنفس مستوى التصدي.

باحثون: هناك أسباب عديدة تلقي بكثير من الضوء على طبيعة الرد الأمريكي على طهران

من جهته يرى الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين أن هناك عواملَ وأسبابا عديدة تلقي بكثير من الضوء على طبيعة الرد الأميركي على طهران في منطقة الشرق الأوسط، أول هذه العوامل أن هذا الأمر لم يعد أمريكيا إيرانيا وحسب، بل أن الساحة انفتحت على لاعبين آخرين ينتظرون اقتناص الأخطاء أي موسكو وبكين”.

والسبب الثاني في هذا الرد الأميركي الضعيف، حسب نجم الدين، هو أن ملف غزة يجتاح العواصم الغربية بتداعياته وبالتالي لا تريد واشنطن أن تفتح باباً كبيراً جديداً في المنطقة وهو صراع إيراني أمريكي.

أما السبب الثالث فهو أن إيران تطل على مضيق هرمز، كما أن حقول النفط على مرمى حجر من الصواريخ الإيرانية، وبالتالي فإن أي هجوم عليها سينعكس سلباً على ملف الطاقة العالمي وعلى الصناعة والتكنولوجيا.

ويستبعد الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين أن يشهد الصراع الإيراني الأمريكي تصعيداً على الأرض.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى