بعد عامين على نهايته..صراعات النفوذ على الأرض السورية تدفع “داعش” إلى تصعيد هجماته 

دفعت صراعات النفوذ بين الدول الفاعلة في المشهد السوري الى تصعيد مرتزقة داعش لهجماتهم والتي باتت شبه يومية على امتداد البادية السورية على الرغم من الحملات العسكرية المتكررة للقوات الحكومية بدعم واسناد روسي كبير. 
صراعات النفوذ على الأرض السورية، باعتبارها أبرز سمات المرحلة الحالية والتي تجلت بإعادة ظهور مرتزقة داعش والارتفاع الملحوظ بعدد الهجمات شبه اليومية على امتداد البادية السورية.
عوامل عدة تقف وراء النشاط المتزايد لمرتزقة داعش خلال الأشهر القليلة الماضية لعل أبرزها وجود آلاف المرتزقة المنتمين إليهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والذي ظهر بشكل واضح عبر العديد من الفيديوهات والتقارير الدولية إلى جانب الصفقات المشبوهة التي عقدتها الحكومة السورية مع أعداد كبيرة من مرتزقة داعش تحت مسمى التسويات والمصالحات في أرياف دمشق والسويداء ودرعا الأمر الذي أفضى إلى تجمعهم في البادية السورية والتي شكلت مع مرور الوقت بيئة مناسبة للاحتماء والبقاء هناك.
ويرى مراقبون، أن مرتزقة داعش عمدوا إلى استغلال الصراعات المتنامية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران في سوريا وتأثير جائحة كورونا على الدول المنخرطة في التحالف الدولي، إضافة إلى الغارات والهجمات الإسرائيلية على مواقع المسلحين الموالين لإيران والتي أثرت بشكل كبير على انتشارها في مناطق البادية السورية، حيث لجأت إلى المناطق السكنية للاحتماء من الغارات المتواصلة، فضلا عن عدم جديتها في محاربة مرتزقة داعش.
قسد: الاستخبارات التركية عمدت إلى دعم وتجنيد خلايا داعش في مناطق شمال وشرق سوريا
قوات سوريا الديمقراطية بدورها، عمدت إلى إطلاق العديد من الحملات الأمنية خلال الفترة الماضية للقضاء على خلايا مرتزقة داعش في مناطق شمال وشرق سوريا بدعم من التحالف الدولي، حيث أظهرت العديد من الاعترافات التي نشرتها قسد إلى ارتباط هؤلاء المرتزقة بالاحتلال التركي مؤكدين أن المناطق المحتلة كانت عبارة عن نقطة انطلاق للعمليات الإجرامية بإشراف الاستخبارات التركية.
ولعل مقتل العديد من متزعمي مرتزقة داعش في المناطق الواقعة على الحدود السورية – التركية وآخرهم المرتزق ” أبو بكر البغدادي” والذي قتل في محافظة إدلب عن طريق استهدافه بغارة جوية أمريكية خير دليل على ذلك.
لذا فإن تطورات الصراع في سوريا وتداخلات القوى الدولية والإقليمية والمحلية، أدت إلى إعادة ظهور مرتزقة داعش وتوظيفهم بغية تحقيق الأجندات والمصالح وبخاصة التركية منها وبالتالي فإن الأحداث الأخيرة في البادية السورية، تأتي بحسب مصادر مطلعة في إطارالدور المتجدد للاحتلال التركي خدمة لمشاريعه الاستعمارية في المنطقة.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى