بلدة عين عيسى وموقعها ضمن التفاوض بالنار بين الروس والأتراك

يستمرالاحتلال التركي ومرتزقته, بأعمال القصف واستهداف المناطق السكنية في بلدة عين عيسى وريفها، وسط اشتباكات متقطعة مع قوات سوريا الديمقراطية، يأتي ذلك مع استبعاد المبعوث الأمريكي لدى سوريا لأي عمل عسكري تركي على مناطق شمال وشرق سوريا. 

قذائف وصواريخ تكاد لاتتوقف على بلدة عين عيسى وريفها خلال الفترة الماضية، في تصعيد جديد للاحتلال التركي ومرتزقته، والذي يأتي استناداً إلى سيناريوهات سابقة، ضمن إطار التفاوض بين الأتراك من جهة والروس من جهة أخرى وهي سياسة يعرف تفاصيلها جميع السوريين على اختلاف مناطق النفوذ.

قياديون في مجلس عين عيسى العسكري، أكدوا خلال تصريحات عدة، أن جيش الاحتلال التركي لن يقدم على أي عمل عسكري في المنطقة خلال الوقت الحالي … الأمر الذي جاء متوافقاً مع ماتحدث به المبعوث الأمريكي لدى سوريا، جويل ريبورن، مستبعداً تكرار العملية العسكرية في التاسع من تشرين الاول عام ألفين وتسعة عشر، والتي أسفرت عن احتلال مدينتي سري كانيه وكري سبيه/ تل أبيض بالاضافة الى عشرات القرى والبلدات المحيطة بها. وأضاف المبعوث الأمريكي، إنه ليس هناك تصعيدات كبيرة تدل على إنهاء اتفاقية وقف إطلاق النار في مناطق شمال وشرق سوريا.

وتحظى بلدة عين عيسى بأهمية خاصة في خريطة الشرق السوري، كونها تتمتع بموقع استراتيجي بارز من خلال تموضعها على الطريق الدولي إم – فور، حيث أدت الانسحابات الأخيرة للقوات التركية من نقاطها الاحتلالية في ريف حماه الشمالي إلى فتح الباب حول تكهنات تتمثل في صفقات مشبوهة بين موسكو وأنقرة.

فبالنظر إلى الخريطة الكاملة لسوريا في الوقت الحالي، وبخاصة تلك المحيطة بالطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4) من شرقه إلى غربه ، يرى متابعون، أن هناك عقدتين متشابهتين في الحال الميداني، ومختلفتين بالجغرافية، كما تتشاركان بالمفاوضات المتعلقة بهما والتي تدور بين الروس والأتراك.

العقدة الأولى، تتمثل في بلدة عين عيسى والتي تعتبر حجر عثرة بارزة تريد منها موسكو أن تظل مفتوحة دون أي عراقيل، بينما تصر أنقرة على إغلاقها والسيطرة عليها، متذرعة باتفاق “سوتشي” الأخير.

أما العقدة الثانية فهي منطقة جبل الزاوية الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب،حيث تسعى روسيا الى السيطرة عليها, بمقابل تعزيز تركيا لقواتها هناك من آليات ونقاط عسكرية.

تصريحات عدة وتكهنات مختلفة، سترسم إحداها بالتأكيد خارطة نفوذ جديدة أو تبقي الأمورعلى حالها خلال الفترة القريبة القادمة في صراع متواصل بين القوى الكبرى الفاعلة في المشهد السوري، ولعل بمقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى