تدخلات أردوغان في المنطقة العربية تثير قلق الأردن

أثارت التصريحات التي أدلى بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مؤخرا بشأن التدخل التركي في ليبيا وإرسال مرتزقة سوريين إلى هناك، فضلا عن ابتزاز أنقرة للاتحاد الأوروبي بورقة اللاجئين، سيلا من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الطرفين وهل هناك استدارة جديدة للدبلوماسية الأردنية في علاقة بسياستها الخارجية.

كانت العلاقات التركية الأردنية قد شهدت منذ أواخر العام ألفين وثمانية عشر قفزة نوعية ترجمت في الزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي البلدين , أبرزها الزيارة التي قام بها الملك عبدالله الثاني وعقيلته رانيا العبدالله في فبراير الماضي إلى تركيا والتي حظيا خلالها باستقبال لافت من أردوغان وعقيلته، لتأتي تصريحات الملك عبدالله الثاني الأخيرة وتثير صدمة المتابعين.

وتقول أوساط سياسية أردنية إن حديث الملك عبدالله الثاني من منبر البرلمان الأوروبي وقبلها حواره مع شبكة فرانس أربعة وعشرين، يعكس حالة من القلق حيال توجهات تركيا في المنطقة العربية. وهذا الهاجس لطالما كان موجودا في السابق، بيد أنه لحسابات ظرفية، تم كتمانه والسير باتجاه تحسين العلاقات الثنائية، خاصة وأن علاقات الأردن مع شركائه الخليجيين التقليديين لم تكن على ما يرام.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد قال قبيل جولة أوروبية ما تزال مستمرة إن “إرسال تركيا قوات إلى ليبيا سيخلق المزيد من الارتباك”، مشيرا إلى أن ذهاب عدة آلاف من المقاتلين الأجانب من إدلب إلى ليبيا أمر خطير وعلى الجميع في المنطقة العربية والأوروبية مواجهته.

واعتبر الملك عبدالله أن المقاتلين الأجانب المغادرين من سوريا إلى ليبيا من أكبر التهديدات التي سيعيش على وقعها العالم في عام ألفين و عشرين، مشددًا على أن دول المنطقة لا تريد دولة فاشلة في ليبيا.

ولم يكتف الملك عبدالله الثاني في حديثه المطول مع الشبكة الفرنسية بتسليط الضوء على مخاطر استخدام أنقرة للجماعات الجهادية لتحقيق أهدافها التوسعية، بل تطرق إلى مسألة الابتزاز الذي تمارسه أنقرة مع الاتحاد الأوروبي حينما سأله المذيع لماذا لم تحصل المملكة على الدعم الكافي لمعالجة أزمة اللاجئين على غرار تركيا، حيث أجابه الملك عبدالله الثاني “نحن لم نهدد بإرسال اللاجئين إلى أوروبا.. لأننا نعتقد أن هذه مسؤولية ويجب أن نعتني بهم”.في صفعة واضحة لأردوغان الذي لم ينفك عن التلويح بهذه الورقة , ومع انضمام الأردن تتسع رقعة الرفض العربي والدولي أكثر في وجه أطماع أنقرة ومخططاتها .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى