ترقب لآليات تعامل الفاشية التركية مع ملف التقارب مع حكومة دمشق عقب الانتخابات الأخيرة

تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل الفاشية التركية مع ملف التقارب مع حكومة دمشق، وذلك بعد إعادة انتخاب أردوغان مجدداً كرئيس، وخاصة في ظل الإعلان عن اجتماع رباعي جديد مرتقب.

يسود ملف التقارب بين حكومة دمشق والاحتلال التركي حالة من الضبابية والغموض، على الرغم من المساعي الروسية لتحقيق تقدم سريع في هذا الملف، إلا أن المباحثات الخاصة لم تتعدَّ كونها أمنية، وبأفضل الأحوال دبلوماسية استكشافية، ولم تصل إلى مرحلة المباحثات السياسية التي يمكن لها أن تتخذ قرارات جوهرية حول مسار العلاقة بين الطرفين.

فيما أدى الانشغال التركي بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتهميش أهمية ملف التقارب مع دمشق، إلا أنه وبعد انتخاب أردوغان، بات الجميع يطرح أسئلة حول احتمالية إكمال الفاشي أردوغان مساعيه للتهدئة والتصالح مع دمشق، أم أنه كان يستخدم هذا التقارب كورقة ضاغطة في التنافس الانتخابي.

المحلل والحقوقي السوري، حسين نعسو، تحدّث عن ذلك، قائلاً: “ملف التفاوض أو الحوار التركي – السوري ستتخلله صعوبات جمّة الآن أكثر مما كانت عليه الحال قبل الانتخابات التركية، حيث سيتسم الموقف التركي بالتشدد أكثر مما كان عليه قبل الانتخابات، كون ملف التفاوض مع سوريا كان أحد الأوراق الانتخابية”.

وأوضح حسين نعسو: “أن التفاوض كان حاجة تركية أكثر مما كان حاجة سورية، أما الآن وبعد فوز أردوغان ، أعتقد بأن الشروط التركية ستكون أكثر صعوبة مما يستحيل على حكومة دمشق تلبيتها وبالتالي سوف تراوح المفاوضات مكانها”.

وأضاف نعسو أن: “الاجتماعات الرباعية فيما بين الاحتلال التركي وسوريا وبرعاية روسية وإيرانية سوف تستمر على مختلف المستويات، مرجحا بأنها لن تصل إلى مستوى لقاء القمة بين الأسد وأردوغان على المدى القريب”.

حسين نعسو، حذّر من السياسة التركية، قائلاً: “تركيا الأردوغانية لن تتخلى عن مطالبها وأطماعها التوسعية، وربما ستزيد من وتيرة ذلك بعد الانتخابات، وقد تكون الآن تركيا في غنى عن الكثير من الحسابات والاعتبارات الداخلية منها والخارجية التي كانت تعيق خطط تركيا التوسعية”.

وأضاف: “بدون الاتفاق مع الكرد سيبقى الموقف السوري التفاوضي تجاه تركيا هزيلاً، لا سيما في غياب البدائل الأخرى لدى حكومة دمشق الآن في التعامل مع الكرد”.

وفي هذا السياق، وجه نعسو رسالة إلى حكومة دمشق، بالقول: “لذلك على سوريا الإسراع في الانفتاح على الدول العربية وتلبية البعض من مطالبها، وإيجاد صيغة تفاهم مع الكرد إن كانت ترغب حقاً في استعادة أراضيها المحتلة من الفاشية التركية وتطهير أراضيها من الإرهاب المدعوم تركياً”.

رئاسة دولة الاحتلال التركي تستبعد عقد لقاء قريب بين أردوغان والأسد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى