تركيا بين التصريحات الرسمية المتضاربة والعقوبات الأوروبية المنتظرة

قالت صحيفة الشرق الأوسط , إن تركيا التي تعاني من عزلة دولية نتيجة عمليات التنقيب غير المشروعة تسعى إلى التهرب من العقوبات الأوروبية من خلال القيام بعدد من المناورات, مثل سحب السفينة ” عروج رئيس” من شرق المتوسط.

تحت عنوان ” هل ينقذ التراجعُ تركيا المعزولة في شرق البحر المتوسط” نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالاً تحدثت من خلاله عن المراحل التي مرت بها التصريحات التركية ذات الطابع التهديدي في البداية إلى التغير الحاصل في الأيام القليلة الماضية والمتمثل بسحب سفينة “عروج رئيس” البحثية من شرق المتوسط كنوع من عمليات المناورة والتي تهدف إلى تفادي العقوبات الأوروبية المنتظرة.

الصحيفة قالت إن أردوغان خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلهجة شديدة الحدة، وهدده بأنه سيواجه مشاكل معه شخصياً واتهمه بالجهل حتى بتاريخ فرنسا وبتحريض اليونان والعبث بمصالح تركيا، وذلك بعد تصريح ماكرون, إن منطقة شرق المتوسط خط أحمر أمام أنقرة، والإعلان عن دعم باريس المفتوح لليونان وقبرص, كما حذر أردوغان أيضاً أثينا من القيام بأعمال خاطئة والسير في هذا الطريق، متوعداً إياها بالعزلة الشديدة ومتطرقاً إلى تمزيق الخرائط التي ترسمها القوى الإمبريالية, حسب وصفه, من أجل التضييق على تركيا ضمن شريط في البحر المتوسط قرب حدودها…. التصريحات التي تحمل طابعا عدائيا كررها أيضا وزير الدفاع التركي , خلوصي أكار في أكثر من مناسبة.

ولكن لم تمضِ عدة ساعات حتى تراجعت تركيا عن كلامها الناري الذي أطلقته على مدى أشهر، ترافق ذلك مع سحب السفينة “عروج رئيس” من منطقة اليونان الاقتصادية وسط تضارب تصريحات المسؤولين الأتراك في محاولة لتبرير الأمر, إذ قال وزيرا الخارجية, مولود جاويش أوغلو، والطاقة والموارد الطبيعية, فاتح دونماز، إن السفينة أعيدت بهدف إجراء الصيانة وتبديل طاقمها، وإنها ستقوم بمهام لاحقة في منطقة أخرى قريباً, في حين قال وزير الدفاع ,خلوصي أكار، إنها أعيدت بعد انتهاء مهامها، فيما ذكر الناطق باسم الرئاسة التركية، أن سحب السفينة جاء من أجل إفساح المجال للمباحثات التي يرعاها حلف شمال الأطلسي والوساطة الأوروبية لإنهاء التوتر في المنطقة, وهو التبرير الأكثر منطقية , حيث يرى مراقبون أن تركيا وجدت نفسها في مأزق وأنها تقف وحيدة في مواجهة الاتحاد الأوروبي ودول شرق المتوسط والولايات المتحدة، وربما روسيا أيضاً, وأن سياسة الأمر الواقع التي اختبرتها هناك لن تجدي نفعاً ضد هذا التكتل, لذلك ستعمد أنقرة إلى المزيد من المناورات والمراوغات لتسابق الساعات القليلة القادمة قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي, في سعي منها التخفيفَ من حدة العقوبات الأوروبية القادمة لامحالة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى