أشعل ملف بيع تركيا لطائرات مسيرة إلى أوكرانيا واستخدامها ضد الموالين لروسيا في منطقة دون باس، أزمة كبيرة بين موسكو وأنقرة، حيث عبر الكرملين عن غضبه الكبير من هذه الخطوة التركية واعتبرها مزعزعة للاستقرار ورد عليها بتصعيد عسكري كبير في المناطق السورية المحتلة.
تحاول تركيا الضغط على روسيا لتقديم تنازلات بخصوص الملف السوري بأي شكل كان، إما عبر التهديد بشن عمليات عسكرية جديدة في الشمال الشرقي أو تدخلها في ملفات تعتبر من “الخطوط الحمراء” بالنسبة لموسكو، وهو ما حصل في ملف الأزمة الأوكرانية ومنطقة دونباس.
غضب روسي بعد استخدام القوات الأوكرانية طائرات مسيرة تركية ضد “الانفصاليين” بدونباس
روسيا غاضبة جداً من تركيا .. بهذه العبارة علقت تقارير إعلامية روسية على بيان من الكرملين، اعتبر أن تزويد تركيا لأوكرانيا بطائرات مسيرة واستخدامها في دونباس أمر خطير للغاية.
وحذرت الرئاسة الروسية من أن تصدير تركيا لطائرات مسيرة إلى حكومة أوكرانيا قد يؤثر سلبا على الوضع في منطقة دونباس جنوب شرقي هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن هذه الحالة للأسف تثير المخاوف لأن تصدير مثل هذه الأنواع من الأسلحة من شأنه أن يؤدي إلى تقويض الاستقرار في خط التماس”.
وأوضح بيسكوف أن وقوع هذه الأسلحة في أيدي العسكريين يتيح لهم شن هجمات مركزة على دونباس.
التحذير الروسي جاء بعدما أكدت الأركان العامة الأوكرانية استخدام قواتها لأول مرة طائرة “بيرقدار” تركية الصنع المسيّرة، أثناء العمليات العسكرية في دونباس ضد الموالين لروسيا في دونباس.
روسيا ترد على التدخل التركي بالأزمة الأوكرانية بتصعيد عسكري كبير بالمناطق السورية المحتلة
بعد التصريح الروسي بساعات قليلة، شهدت المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال غرب سوريا، تصعيداً عسكرياً عنيفاً من جانب روسيا وقوات الحكومة السورية، حيث استهدفت الطائرات الحربية الروسية بغارات عدة مناطق في إدلب، وطالت الغارات أيضاً نقطة تمركز لمرتزقة الاحتلال التركي في ناحية جندريسه بريف عفرين المحتلة.
تصعيد اعتبره مراقبون أنه مرتبط بتدخل تركيا بالأزمة الأوكرانية، وهو بمثابة تحذير شديد اللهجة لأنقرة بأن تدخلها فيما لا يعنيها يمكن أن تدفع ثمنه غالياً في أكثر الملفات حساسية بالنسبة لتركيا، وهو الملف السوري.
ويرى مراقبون أن تركيا تلعب بالنار إذا ما حاولت التدخل في الملف الأوكراني لأنه من القضايا الاستراتيجية بالنسبة لروسيا، وقد يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات بين الجانبين في سوريا والكثير من الملفات الأخرى التي يتشارك الطرفان في التدخل فيها.
