بعد سوريا والعراق وليبيا واليمن، يعمل النظام التركي على الدخول في خط الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا من خلال تغذية الصراع بين الطرفين، وذلك من خلال إعلانه تقديم المساعدة العسكرية لأذربيجان على حساب أرمينيا.
لم يكتف رئيس النظام التركي أردوغان باحتلال أجزاء واسعة من الشمال السوري والتدخل العسكري في أراضٍي العراق، بل تدخل عسكرياً في ليبيا، عبر دعم ميليشيات الوفاق بالسلاح والمجموعات المتطرفة، وذلك في مسعى منه للسيطرة على مقدرات البلاد، والتوسع بشكل أكبر في القارة الأفريقية.
إضافة إلى ذلك أدت النشاطات التركية غير الشرعية في البحر المتوسط والتنقيب عن الغاز والنفط في المناطق التابعة لدولتي قبرص واليونان، لتوتر العلاقات مع الحلفاء في أوروبا، الذين يبحثون الآن مشروع قانون لفرض عقوبات عليها بسبب نشاطاتها الاستفزازية وعدم احترامها للقانون الدولي.
أما اليوم فلتركيا جبهة جديدة تعمل على تصعيدها، حيث كانت ولا تزال تصب الزيت على النار بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك من خلال دعم الأخيرة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها مع أرمينيا.
وتعيش الجارتان اللتان كانتا سابقاً ضمن الاتحاد السوفيتي, نزاعاً حول منطقة ناغورني-قره باغ الحدودية الانفصالية منذ عقود طويلة.
حيث ألحقت السلطات السوفياتية هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية أرمينية بأذربيجان عام ألف وتسعمئة وواحد وعشرين لكن المنطقة أعلنت استقلالها عام واحد وتسعين وتسعمئة وألف من جانب واحد بدعم من أرمينيا، وبقيت المنطقة المتنازع عليها, تشهد حروباً ومواجهات بين الجارتين, من وقت لآخر, كانت آخرها في بداية الأسبوع الماضي لتتوقف لبعض الوقت, وتستأنف من جديد.
وسط المساعي الدولية للتهدئة.. مساعٍ تركية لتأجيج الخلافات
الخلافات بين البلدين، لم تكن لتتفاقم لولا تدخل تركيا، فوسط المساعي الدولية لتهدئة الأوضاع بين بوكا ويريفان، إلا أن أنقرة رأت أن الوقت مناسب لزيادة التوتر بين البلدين، حيث أعلنت هيئة الصناعات الدفاعية التركية استعدادها تقديم الدعم العسكري لأذربيجان، خلال زيارة قام بها نائب وزير الدفاع الأذري إلى أنقرة.
أردوغان: مستعدون لتقديم الدعم العسكري لأذربيجان ضد أي هجوم من جانب أرمينيا
وكان أردوغان قدد هدد أرمينيا في وقت سابق, مشيرا إلى أنه لن يتردد في الوقوف ضد أي هجوم على أذربيجان, وذلك في موقف يعبر عن “العقلية العثمانية” العدائية ضد الشعوب، إذ تعود الخلافات التركية الأرمنية إلى حقبة الحرب العالمية الأولى.
