تركيا تحاول تقييد الإعلام اللبناني الحر

قالت مصادر سياسية لبنانية إن ادعاء النيابة العامة على الإعلامي الأرمني الأصل نيشان يندرج في سياق المواجهات المستمرة بين أرمن لبنان وتركيا المتهمة بارتكاب سلسلة من المجازر بحقهم عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر.

مؤشرات تبدو أوضح من أي وقت مضى للتدخل التركي في لبنان، حيث تحرك أنقرة في طرابلس عناصر تحت غطاء غير مباشر مستغلة تراجع النفوذ السعودي هناك, ليمتد ذلك النفوذ إلى بعض المناطق السنية في البقاع وبنسبة ضئيلة في بيروت, بالإضافة لاستخدام المؤسسات والجمعيات ذاتب الطابع الخيري و الإنساني غطاءً لتعزيز نفوذها في بلد ترى أنقرة بأنه ذو أهمية كبيرة لمشروعها العثماني .

وقد نأخذ إدعاء النيابة العامة في لبنان وردة فعل البعض هناك على حديث الاعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان لرأس النظام التركي أردوغان مؤشرا مهما في هذا السياق, خاصة وأن لبنان يتمتع بحرية مطلقة في الحديث عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في كثير من الأحيان , وبذلك تزداد الضغوط الخارجية المتعددة، بدءاً من سيطرة حزب الله ونفوذ إيران المتزايد وتدخل تركيا في الحد من سقف الحريات.

وكان الإعلامي اللبناني من أصول أرمنية,استضاف الوزيراللبناني الأسبق وئام وهاب، والذي قال ، في معرض حديثه إن رئيس النظام التركي أردوغان “خبيث”, ليؤيده نيشان قبل أن تخرج الحملة على الإعلامي اللبناني نفسه.

مراقبون: تركيا تسعى لخلق لوبيات إعلامية وسياسية لدعم مشروعها الاستعماري

وعلى هذا, حذر مراقبون من خطورة محاكمة الإعلامي اللبناني ليس فقط على لبنان، وإنما أيضا على كامل المنطقة، لافتين إلى أن تركيا تسعى لخلق لوبيات إعلامية وسياسية وقانونية لمنع أي انتقادات لسياساتها الاستعمارية القديمة والجديدة، وهي تبحث عن خلق واقع خادم لها شبيه بمعاداة الشعوب العربية, حيث يواجه من ينتقد الإمبراطورية العثمانية ويثير تاريخ المجازر العثمانية تهمًا وترفع ضده قضايا في بلده.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى