تركيا تستغل الجانب الثقافي الديني في اختراق الدول العربية

يرأى الكاتب التونسي الحبيب الأسود أن ليبيا فضحت مشاريع أردوغان للهيمنة على المنطقة من خلال استخدام قوى الإسلام السياسي, وعلاقته بالإرهاب, وكذلك الدور الذي تقوم به قطر, والاستفادة من دوره في الناتو في تنفيذ أجنداته، وعلاقاته مع واشنطن، ومن مساومة المصالح مع الروس، و تحالفه مع إسرائيل.

قال الكاتب التونسي الحبيب الأسود في مقال نشرته صحيفة العرب إن أردوغان يعمل على إحياء الخلافة العثمانية مستغلاً الجانب الثقافي العرقي في إعادة الهيمنة على أغلب منطقة أوراسيا، ثم الجانب الثقافي الديني المذهبي في اختراق الدول العربية، كما هو واضح في سوريا وليبيا، وفي اقتحام الخليج عبر قطر، ومحاولة الوصول إلى بحر العرب وخليج عدن عن طريق إخوان اليمن.

تركيا والاستفادة من الناتو والولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل

وأكد الكاتب إن النظام التركي يستفيد في تنفيذ أجنداته من دوره في حلف الناتو، وعلاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وخوض غمار مساومات المصالح مع الروس، وكذلك من خلال تحالفه الوثيق مع إسرائيل في السر كما ومعاداتها في العلن وكذلك ابتزازه دول الاتحاد الأوروبي باللاجئين واستفادته من العقوبات المفروضة على إيران، في ظل تراجع دور الشرعية الدولية، وانكفاء الولايات المتحدة على نفسها، وانهيار النظام الرسمي العربي.

تحويل تركيا إلى عاصمة للخلافة المزعومة وأردوغان إلى مرشد عام

وأضاف الكاتب إن النظام التركي يستغل الإرهابيين الفارين من دولهم، وتحويله تركيا إلى مركز استثمارات الإخوان الذين يحظون فيها بالاعتراف السياسي، لعاصمة الخلافة المزعومة وأبواقها الإعلامية، ومن اقتناع قوى الإسلام السياسي بأن أردوغان ولي أمر الإسلام السني وحاضن لكتائب الجهاد، لا يجوزانتقاده ومن حقه ممارسة السياسة وفق مصالح الأمة الإسلامية وبهذا المنطلق يتم تبرير كل تصرفات أردوغان بما فيه تعاونه مع تل أبيب.

ليبيا فضحت المشروع المزعوم …تركيا عاصمة للخلافة وأردوغان مرشد عام

لكن الأزمة الليبية فضحت كل ذلك، حين اجتمعت قوى الإسلام السياسي في المنطقة على دعم التدخل التركي في طرابلس، وأكدت بذلك أن لا سيادة للدول ولا حرمة للمجتمعات في عقيدتها، وأن الشعب الليبي لا شيء بالنسبة لها، مقارنة بعصابات مسلحة تجمع المرتزق القاتل والسارق الإرهابي سواء من المتمردين السوريين باسم الأقليات التركمانية أو باسم التطرف الديني أو المسلحين من متعددي الجنسيات , الذين تقطعت بهم السبل في سورية فتم انتدابهم للقتال كمرتزقة في صفوف ميليشيات الخلافة المزعومة في الغرب الليبي ضمن مشروع التبعية التامة لوهم الخلافة العثمانية الجديد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى