تركيا تستقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب استباقاً لانهيار محتمل للاتفاق الهش مع موسكو

تستخدم موسكو ملفات عدة للضغط على أنقرة بين الحين والآخر، وخاصة عند إجراء أي مفاوضات حول مسائل خلافية لا سيما سوريا، وأثارت وسائل إعلام روسية مؤخراً قضية لواء اسكندرون، التي اقتطعتها تركيا من الأراضي السورية، إبان الانتداب الفرنسي.

وصلت العلاقات الروسية التركية في الأسابيع الأخيرة إلى نقطة حرجة بسبب التصعيد العسكري في محافظة إدلب ومحيطها قبل أن يتم التوصل لاتفاق بين الجانبين قبل ايام لوقف إطلاق النار والتأكيد على الالتزام بمسار أستانة.

ويبقى السؤال المركزي هل ستستطيع أنقرة التضحية بأحد أبرز الجماعات التي تدعمها أي “هيئة تحرير الشام” والتي تراهن عليها في مشاريعها التوسعية في سوريا وايضا في مناطق أخرى مثل ليبيا أم أنها ستعمد إلى المناورة مجددا.

وبعد ساعات من الإعلان عن وقف لإطلاق النار واصل الاحتلال التركي إدخال تعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب ومحيطها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثلاثمئة وخمسين آلية عسكرية تركية دخلت المنطقة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ولا يعرف ما إذا كان الهدف من ذلك تولي أنقرة بنفسها مهمة تحييد هيئة تحرير الشام/ جبهة النصر بموجب تعهدات ضمن الاتفاق، أم أن تركيا تسعى لتعزيز نفوذها واستباق امكانية انهيار الاتفاق الهش، ومعاودة شن هجمات ضد النظام.

روسيا تلوح بورقة لواء أسكندرون بين الحين والآخر للضغط على أنقرة في الملف السوري

يأتي هذا في وقت يقول محللون إن روسيا التي لا تبدي أية ثقة في النظام التركي وتحاول جمع كل ما يمكن من أوراق الضغط، لسوق أردوغان إلى تفاهمات يهندسها بوتين، ومن بين تلك الأوراق التلويح بأحقية النظام في استعادة لواء اسكندورن.

وفي سياق ذلك نشرت وكالة سبوتنيك الروسية مقالا مؤخرا عن لواء اسكندرون المتاخم لإدلب، مع التركيز أنه تم ضمه لتركيا عام تسعة وثلاثين وتسعمئة وألف بعد إجراء استفتاء متنازع عليه حول وضعها، إبان الانتداب الفرنسي لسوريا.

وقد احتجزت تركيا لوقت قصير رئيس التحرير وثلاثة من أعضاء فريق سبوتنيك في إسطنبول بعد فترة وجيزة من نشر المقال.

فيما توقفت نشر هذه المقالات الناقدة لتركيا في الصحافة الروسية بشكل جماعي بعد أن توصل الجانبان إلى الاتفاق الأخير.

وكانت قضية لواء اسكندرون قد تمت اثارتها في الإعلام الروسي عقب إسقاط طائرة روسية من قبل جيش الاحتلال التركي، عام ألفين وخمسة عشر، وعادت وتوقف من جديد، بعد اعتذار أردوغان والوصول فيما بعد إلى تفاهمات بشأن الملف السوري.

ولم تكن قضية لواء اسكندرون أو هاتاي كما تسميها أنقرة، مثارة منذ عشرات السنين. وفي حين أن خرائط الدولة السورية الرسمية تتضمن غالباً الإشارة إلى المقاطعة كجزء من سوريا، إلا أن معظم السوريين والأتراك يعتبرونها مسألة منتهية، لا سيما بعد اتفاق أضنة المخزي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى