قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تعمل مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بينما ترى المفوضية أن إعادة اللاجئين إلى سوريا تمثل خطورة بالغة عليهم .
المشاهد السابقة تلخص وباختصار ما يعانيه اللاجئون السوريون في تركيا قتل وسرقة واعتداء على الممتلكات من قبل السلطات التركية بالإضافة إلى استعمالهم كورقة ضغط من جانب الحزب الحاكم بقيادة أردوغان للحصول على تنازلات إما سياسية كالرضوخ لمطالب الاحتلال التركي والتغاضي عن هجماته المتكررة على مناطق شمال وشرق سوريا أو اقتصادية نظرا لما يعانيه حزب العدالة والتنمية الحاكم من تضخم كارثي وانهيار للعملة التركية .
المفارقة العجيبة هنا ما يتحدث به وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تعمل مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم.
ويتساءل مراقبون عن أية إعادة تتحدث أنقرة هل تقصد بها إعادة أهالي عفرين المحتلة أيضا على أساس ما طالبت به بعض الجهات المدعومة من قبل الاحتلال التركي سكان عفرين الأصليين بالعودة إلى ديارهم والتي ذكرت فيها تقارير حقوقية كيفية الخطف والسلب والاعتقال التعسفي الذي حصل بحق القلة ممن عادوا على يد المرتزقة والمخابرات التركية, أم أهالي سري كانييه وكري سبي/تل أبيض الذين يروون فضائع ما قام ويقوم به الاحتلال التركي ومرتزقته في مناطقهم.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: إعادة اللاجئين إلى سوريا تمثل خطورة بالغة عليهم
تصريحات أوغلو تتعارض أيضا من حيث المبدأ مع الجهة التي يقول انهم سيعملون معها لإعادة السوريين حيث ما زالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ترى أن إعادة اللاجئين إلى سوريا تمثل خطورة بالغة عليهم .
ومن جهة أخرى حذرت منظمة العفو الدولية قبل اسبوع من محاولة بعض الدول الأوروبية والعربية إعادة السوريين إلى بلادهم في ظل وجود الحكومة السورية.
مناطق الإدارة الذاتية هي المناطق الأكثر أماناً لعودة اللاجئين السوريين
على الجانب الآخر هناك مناطق شمال وشرق سوريا التي تحوي ما يزيد عن مليون لاجئ ومهجر ونازح من المناطق السورية الأخرى، يعيشون في أكثر من أحد عشر مخيماً وتقدم الإدارة الذاتية والمنظمات المحلية الخدمات الانسانية لهم. كما يوجد عشرات الآلاف من الدواعش وعائلاتهم في مخيمات المنطقة ولم يرتكب بحقهم أية انتهاكات.
