تصاعد العنف في إثـيـوبـيـا .. وتحذيرات من تدخلات خارجية قد تضع الأمن الأفريقي في خطر

تعدد السيناريوهات المتوقعة لمستقبل إثيوبيا كدولة موحدة، إضافة لأمن القارة الأفريقية، بالتزامن مع تصاعد الصراع المسلح بين القوات الحكومية و مسلحي تيغراي، وسط تحذيرات من يجذب الصراع في إثيوبيا بعض الأطراف الخارجية الطامعة في البلاد.

تتسائل أوساط سياسية إثيوبية، هل سيعاد رسم خارطة منطقة القرن الإفريقي خاصة مع تفاقم الصراع العسكري والعرقي والسياسي في إثيوبيا، وبداية الانخراط التركي في تلك المنطقة تحت ستار المساعدات الإنسانية.

الأنظار التركية تتجه إلى القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية والاستراتيجية بموقعها

ومن المعلوم للجميع أن كل منطقة غنية بالثروات الباطنية تسعى تركيا اليوم لأن يكون لها مؤطأ قدم فيها وتقدم على ذلك بنشر الفوضى والصراعات المسلحة ضمن تلك الدول وعرض المساعدة في حلها فيما بعد، وبذلك تضمن أن يكون لها موطأ قدم وبالتالي زيادة نفوذها في المنطقة بشكل عام، وهذا ما يحدث اليوم في الصراع بين إقليم تيغراي والحكومة الإثيوبية.

سياسيون: تركيا صبت الزيت على النار في الصراع الإثيوبي

وتؤكد أوساط سياسية أن أنقرة لها أطماع في القارة الإفريقية بعد إغلاق الاتحاد الأوروبي أبوابه في وجهها، ويعرض المسؤولين الأتراك في كل مرة على الدول الإفريقية السلاح التركي والطائرات المسيرة، وذلك في محاولة لصب الزيت على النار في دول تشهد صراعات مسلحة أصلاً، حتى يتسنى لها التدخل بأي حجة.. وما أكثر الحجج لدى تركيا.

هذا وتشهد إثيوبيا تصعيداً عسكرياً بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تيغراي التي هيمنت على الحياة السياسية في البلاد طيلة عقود، وبدأ الصراع بين الطرفين بعد اتهام أديس أبابا للمتمردين بشن هجوم على مواقع عسكرية للجيش، ما أدى بعدها لإطلاق حملة عسكرية ضد مقاتلي تيغراي بدعم الجيش الإريتري.

الأمم المتحدة: نحو نصف مليون إنسان يعيشون ظروفاً شبيهة بالمجاعة بإقليم تيغراي

وبعد عام من الحرب في الإقليم، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 400 ألف شخص في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا يعيشون ظروفا شبيهة بالمجاعة.

دعوات دولية لحل الصراع سلمياً .. وآبي أحمد يعلن حالة الطوارئ

وخلال الأيام القليلة الماضية، دعت الولايات المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي إلى وقف إطلاق النار، وحل الصراع سياسياً، وباتت العاصمة الإثيوبية اليوم مهددة بالسقوط بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الحكومية، ما أدى لإعلان رئيس الوزراء آبي أحمد لحالة الطوارئ ودعوة مواطني العاصمة لحمل السلاح للدفاع عنها.

تحذيرات دولية بأن يجذب الصراع في إثيوبيا تدخلات خارجية وتعريض الأمن الأفريقي للخطر

وحذرت جهات دولية عدة أن الصراع في إثيوبيا قد يعرضها لخطر التدخلات الإقليمية وعلى رأس تلك الأطراف، تركيا، التي نجحت في إشعال الصراع واليوم تعرض مد يد العون لحل الخلافات.

وتشير تقارير إعلامية أن إثيوبيا أصبحت مركزاً لعدم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي ويهدد باقي دول القارة، خاصة وأن القارة السمراء تشهد تصاعداً في ظهور جماعات متطرفة مع تعاظم قوة داعش ومجموعات أخرى موالية للقاعدة، ما يضع أمن القارة برمته في خطر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى