تصريحات الأسد المتأخرة جداً ماذا يمكن أن تغير في واقع البلاد المنهار؟

كأن بشار الأسد استفاق بعد طول انتظار وتحدث عن اللامركزية لمستقبل الحكم في سوريا، وقال إن الأوضاع في سوريا لا يمكن أن تعود إلى ماقبل الأزمة، وقال إن الوقت قد حان لتطبيق النظام اللامركزي، ولكن أي لامركزية يريدها الأسد ومن معه في السلطة ؟

بعد عشر سنوات من القتل والدمار والتهجير، وفي أول تصريح ملفت وذو قيمة لبشار الأسد وبعيداً عن لغة الشعارات الرنانة التي كان يطلقها منذ بداية الأزمة، اعترف الأسد باستحالة العودة إلى ما قبل عام ألفين وأحد عشر، كما تطرق إلى اللامركزية وأهمية تطبيقها في سوريا.

الأسد وخلال تصريحاته تطرق إلى الحوكمة في سوريا المستقبل، وقال في اجتماع مع حكومته الجديدة إن الفرصة مناسبة الآن للانتقال من المركزية إلى اللامركزية، معتبراً أنها تحقق التنمية المتوازية في مختلف المناطق. لأنه من غير الممكن للسلطة المركزية أن تدير كل شؤون البلد أو الوطن بشكل مركزي. مضيفاً أن المجالس المحلية هي الأقدر على معرفة مصالحها المحلية وطرح الحلول.

تصريحات الأسد لن تغير شيئا طالما أن القبضة الأمنية تحكم سوريا

وأقر الأسد بأنه لا بد من توزيع الصلاحيات، لكنه ذكر ما يسمى قانون الإدارة المحلية الذي يتناقض تماماً مع اللامركزية في الحكم. بينما قال مراقبون إنه طالما اعترف الأسد بأن نظام الحكم في سوريا يجب أن يكون لامركزيا، فإنه يمكن التفاوض حول أشكال هذه اللامركزية لاحقاً.

تصريحات الأسد ولو أنها جديدة وفيها نوع من الإيجابية على خلاف تصريحاته منذ عشر سنوات، لكنها تبقى مجرد تصريحات طالماً أن القبضة الأمنية هي التي تتحكم بسوريا.

دبلوماسي روسي تحدث عن تواصل الأسد مع الولايات المتحدة وعرضه تقديم تنازلات

ويرى مراقبون أنها لم تأت من فراغ، بل ربما بضغوط دولية أو بتوافقات أمريكية روسية، لأنه وقبل تصريحات الأسد بيوم واحد صرح مسؤول مقرب من وزارة الخارجية الروسية بأن الأسد أوفد مبعوثًا إلى واشنطن لإقناع الأمريكان بدعمه من أجل البقاء في السلطة. وأعرب لواشنطن عن استعداده للعمل والتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بخصوص جميع القضايا في منطقة الشرق الأوسط، وتقديم تسعة وتسعين % من أوراق اللعب على الساحة السورية للأمريكان بعيدًا عن روسيا ودول مسار آستانا.

مراقبون: لو طبق الأسد اللامركزية في سوريا لما وصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم

وبالعودة إلى تصريحاته الأخيرة يقول متابعون للشأن السوري إن الأسد لو أطلق هذه التصريحات منذ عشر سنوات وطبق اللامركزية في سوريا فعليا لما وصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم. باعتبار أن أحد أبرز أسباب الأزمة كان شكل نظام الحكم الاستبدادي الذي همش جميع فئات الشعب السوري وحصر الامتيازات في يد أشخاص وفئات مقربة من الأسد وعائلته، ليتحكموا بمصير البلاد والشعب معاً.

رياض درار: اللامركزية ليست قرار رئيس بل ممارسة للديمقراطية وحاجة مجتمع

وتعليقاً على تصريحات الأسد قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار إن “المسألة في سوريا ليست مسألة اقتصادية، إنما هي حاجة مجتمع، وليست قرار رئيس، إنما ممارسة للديمقراطية التي تمنع تدخل المركز في الحياة اليومية والقناعات السياسية.

درار: القائمون على تطبيق القانون 107 لا يريدون منه سوى الاسم والشعارات

وأضاف أنه ليس مهماً اسم الإدارة إن كانت ذاتية أو محلية، المهم أن المجالس المحلية تأخذ مداها ولا يتحكم بها محافظ، كما حصل بعد مرسوم الإدارة المحلية ذي الرقم مئة وسبعة؛ لأن المحافظ والوزير فرضا الحكم المركزي بكل الأحوال.

وتعليقاً على القانون مئة وسبعة قال رياض درار إن “القائمين عليه لا يريدون من اللامركزية إلا الاسم والشكل والإعلان والشعارات، والحقيقة أن مصلحة الأمن تتغلغل في كل مفاصل الحياة، وهي قمة المركزية الشديدة لأنها تمثل سلطة المركز في إدارة المحسوبيات وتعميم الفساد”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى