تقرير أمريكي يحذر من عقيدة “الوطن الأزرق” كقاعدة لتنفيذ مآرب تركيا الاستعمارية

يستمر النظام التركي بسياساته الاستعمارية من خلال استخدام أساليب ووسائل عدة للسيطرة على مصادر الطاقة والثروات النفطية في المناطق البحرية المجاورة لتركيا لاستخدامها لتنفيذ ما يعرف بعقيدة “الوطن الأزرق”.

حذر تقرير أمريكي من تجاهل مخططات تركيا التوسعية التي ترتكز على عقيدة ما يسمى ” الوطن الأزرق” التي يرجع أصلها إلى خطة وضعها الأدميرال ” جيم جوردنيز” في عام ألفين وستة، والتي تقوم على استخدام الدبلوماسية والوسائل العسكرية القوية، لتحديد وتوسيع نطاق نفوذ تركيا في البحر المتوسط، وبحر إيجه، والبحر الأسود، مع تمكين الوصول إلى مصادر الطاقة والموارد الاقتصادية الأخرى, ليصبح من الواضح تبني أردوغان هذه العقيدة كجزء لا يتجزأ من استراتيجية مدروسة لإقامة كيان استعماري بالاعتماد على المصادر الغنية في المناطق البحرية المجاورة.

وتحدث مركز الدراسات الاستراتيجي والدولي الأميركي في تقريره، عن سياسة الاحتلال التركي المرتكزة على عقيدة” الوطن الأزرق” , والتي أسفرت عن سلسلة من الحوادث الخطيرة التي يلاحظها حلفاء تركيا ولكن بصورة عابرة، ولا يتخذون موقفا تجاهها إلا نادرا.

حيث شهد الشهر الماضي مواجهة بحرية غير عادية بين سفن حربية فرنسية وتركية شرق البحر المتوسط أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، وتبادل التصريحات الحادة بينهما فيما يتعلق بانتهاك تنفيذ حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

وفي الوقت الذي دعت فيه وزارة الخارجية الأميركية, النظام التركي, إلى وقف خطط الأنشطة الاستفزازية في المنطقة البحرية بين قبرص وجزيرة كريت، حذّر خبراء سياسيون في الولايات المتحدة من أنّ عدم اتخاذ ردّ فعل إزاء تصرفات تركيا في البحر المتوسط سيؤدي إلى تمادي الأخيرة في تصرفاتها , وقد قال القائم بأعمال مساعد وزير الشؤون الأوروبية والأوراسية في الخارجية الأمريكية ، فيليب ريكر, إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق حيال خطط تركيا المعلنة لإجراء مسح للموارد الطبيعية في المناطق التي تؤكد اليونان وقبرص أنها من اختصاصها شرق البحر الأبيض المتوسط.

كل هذه التصريحات والإدانات لم تردع النظام التركي من الاستمرار في عقيدته , ففي عام ألفين وتسعة عشر, استعرض أردوغان مظاهر هذه العقيدة بصورة كاملة أثناء “مناورة الوطن الأزرق” ، والتي كانت أكبر مناورة قتالية منذ تأسيس البحرية التركية، وأقيمت في بحر إيجه، والبحر الأسود وشرق البحر المتوسط بآن واحد .

هذا وتعتبر إعادة تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد و إقامة صلاة الجمعة فيه بحضور أردوغان مثالا بارزا على هذه السياسة الاستعمارية، التي تتزامن مع تدخلات عسكرية تركية في ليبيا وسوريا وبلدان أخرى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى