تقرير أممي بشأن أزمة المناخ يكشف عن العواقب الكارثية للاحترار المناخي على صحة البشر

حذرت مسودة تقرير وضعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن عشرات الملايين من البشر سيعانون من المجاعة والجفاف والأمراض في غضون عقود، في إطار العواقب الكارثية للاحترار المناخي على صحة البشر.

بعد أكثر من عام قلب فيه وباء كورونا العالم رأسا على عقب، تأتي مسودة التقرير الذي أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ليقدم رؤية مأساوية للعقود المقبلة من سوء التغذية وانعدام الأمن المائي والأوبئة.

الخيارات التي تتخذ على صعيد السياسات، مثل الترويج لحِميات نباتية، يمكن أن تحد من هذه العواقب الصحية، لكن الكثير من هذه العواقب لا يمكن ببساطة تجنبها على المدى القصير، وفق التقرير الذي يحذر من تأثيرات متتالية مثل المحاصيل التالفة وانخفاض القيم الغذائية في مواد غذائية أساسية وارتفاع التضخم، التي من المرجح أن تصيب الفئات الأضعف بين البشر.

وبالاعتماد على مدى حسن إدارة الإنسان للحد من انبعاثات الكربون وكبح الاحترار المناخي، قد يواجه طفل يولد اليوم تهديدات صحية عدة قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره.

ويقدم تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي شارك في إعداده أكثر من سبعمئة باحث، الصورة الأشمل حتى الآن لتأثيرات التغير المناخي على كوكبنا والكائنات التي تعيش عليه، ومن المقرر نشره العام المقبل، حيث يتوقع أن يواجه ثمانون مليون شخص إضافي خطر المجاعة بحلول العام ألفين وخمسين.

ومع تراجع المحاصيل وتزايد الطلب على الوقود الحيوي والغابات التي تمتص ثاني أوكسيد الكربون، يتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية بحلول العام ألفين وخمسين بحوالى الثلث، ما سيدفع بمئة وثلاثة وثمانين مليون شخص إضافي من ذوي الدخل المحدود إلى حافة المجاعة المزمنة.

وفي آسيا وإفريقيا سيعاني عشرة ملايين طفل من سوء التغذية والتقزم بحلول منتصف القرن، ما يعرض جيلا جديدا لمشاكل صحية مدى الحياة، على الرغم من التنمية الاجتماعية والاقتصادية الأكبر.

وبينما يزيد الاحترار العالمي المناطق الملائمة لتكاثر البعوض والحشرات الأخرى الحاملة للأمراض، تحذر المسودة من أن نصف سكان العالم قد يتعرضون بحلول منتصف القرن لأمراض منقولة عبر الحشرات مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا.

وستكون أكثر الفئات ضعفا في العالم كما هي الحال دوما، الضحايا الكبرى للتأثيرات المناخية هذه، وقد كشف وباء كوفيد – تسعة عشر هذا الواقع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى