تقرير جديد يوثق قيام الاحتلال التركي ومرتزقته بإزالة الغطاء النباتي في عفرين المحتلة

أخذت عمليات إزالة الغطاء النباتي في مقاطعة عفرين المحتلة, من قبل الفاشية التركية ومرتزقتها, أشكالاً ممنهجة منذ العام 2018, وهو ما وثقه تقرير لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” و”جمعية ليلون للضحايا”.

كشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” و”جمعية ليلون للضحايا” عبر تقرير، النقاب عن عمليات قطع جائرة لأشجار حراجية وبرية في 114 موقعاً بمقاطعة عفرين المحتلة على يد الاحتلال التركي ومرتزقته.

التقرير أكد أنه كان من بين تلك المواقع (57) موقعاً تضرر بشكل كبير، وقطعت فيه الأشجار بشكل شبه تام، بينما بلغ عدد المواقع التي تضررت بشكل متوسط من عمليات القطع التعسفية (42) موقعاً، وعدد المواقع التي تضررت بشكل جزأي (15) موقعاً.

وقدَّر التقرير عدد الأشجار الحراجية التي تمّ قطعها منذ العام 2018 بعشرات الآلاف، إلا أنّ العديد من المصادر المحلّية التي تحدثت معها “سوريون” قدّرت الأرقام بمئات الآلاف، إذ يجري الحديث عن قطع أكثر من 3 ملايين شجرة.

وقارنت المنظمة الأدلّة المجموعة مع صور أقمار اصطناعية، عن طريق خبراء, حيث أثبتت بشكل دامغ عمليات القطع التي حدثت في عفرين المحتلة بشكل واسع بعد الاحتلال التركي للمنطقة.

وقد أتى هذا التقرير التفصيلي عن قطع الأشجار في عفرين مكملاً لجهود منظمات محلية ودولية أخرى في ذات السياق؛ من أحدثها تقرير مطول نشرته منظمة “باكس” وثقت فيه اختفاء الأشجار في مساحات واسعة بعد الاحتلال.

كما أشارت أن الهجوم العسكري للاحتلال التركي أدى إلى تهجير المدنيين الكرد من المنطقة، وتوطين آخرين من مناطق سورية مختلفة، في منازلهم.

وبالأرقام، وثق التقرير اختفاء القسم الأكبر من حديقة مطلة على مدينة عفرين، “حيث بنى المستوطنون مستوطنات عشوائية وقطعوا الأشجار لاستخدامها في السكن وكحطب”.

فيما أزيلت رقعة غابات بلغت مساحتها 27 هكتاراً بين العامين 2015 و2018، فخسرت حوالي 43 % من أشجارها بين عامي 2018 و 2021.

واضمحلت الغابة على قمة التل بنسبة حادة، ففقدت 45% من كثافتها ولم تعد غابة، ما تكرر في الرقعة الموجودة في الجنوب، والتي تمثل ال12% المتبقية.

وتوصلت المنظمة إلى أرقام تفصيلة أخرى عن قطع الأشجار في مناطق ضمن عفرين أو قربها، ومنها جبل الأكراد وجبل برصايا.

كما أشارت المنظمة أن إزالة الغابات في جبل الأكراد بدأت خلال العامين التاليين لاحتلال المنطقة. فأشار الاستشعار عن بعد إلى خسارة قدرها 56% من الغطاء الشجري على مدار ما يقرب من ست سنوات، من الغطاء الحرجي الأولي الذي بلغت مساحته 4,750 هكتاراً في كانون الأول عام 2015.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى