تقرير لوكالة بلومبرغ: لا يمكن أن يكون أمن الناتو رهينة في يد أردوغان

دفعت الحرب الروسية على أوكرانيا فنلندا والسويد إلى السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومؤخرا، تقدمت الدولتان بطلبين رسميين لتحقيق غايتهما، أملا في أن يوفر ذلك لهما مزيدا من الحماية من أي تطور ربما يشهد هجوما روسيا على إحديهما، أو كلتيهما، مستقبلا.

تقول وكالة بلومبرغ للأنباء في تقرير لها إن تهديد رئيس النظام التركي بمنع توسيع حلف الناتو، عبر ضم فنلندا والسويد، يثير الشكوك بشأن الاعتماد على أنقرة كعضو في التحالف.

ويوصي التقرير زعماء الولايات المتحدة وأوروبا بأن يوضحوا لأردوغان أن معارضته لضم الدولتين تقوض الأمن الجماعي لحلف الأطلسي، وأن يكونوا على استعداد لفرض عواقب حال استمرت هذه المعارضة.

وتقول بلومبرغ إن معارضة أردوغان، الشكلية، لمنح عضوية الناتو لفنلندا والسويد تستند إلى حجج أن كل من الدولتين الاسكندنافيتين تأوي كوادر حزب العمال الكردستاني. وتشكو أنقرة منذ سنو من أن أعداءها يجدون، دون عناء، مأوى لدى أصدقائها، ومنهم دول أعضاء في الناتو.

وخلال اجتماع لسفراء الحلف يوم الأربعاء الماضي، رفضت تركيا الموافقة على قبول طلبي الدولتين، وهي خطوة ضرورية في عملية دخولهما الناتو.

ولحين إفصاح أردوغان عن نواياه بشكل واضح، يوصي تقرير بلومبرغ بخفض مشاركة تركيا في عمليات التخطيط والتدريب الخاصة بالحلف إلى الحد الأدنى، ودفع أردوغان إلى الصف الخلفي- بالمعنى الحرفي والمجازي- في اجتماعات زعماء التحالف العسكري.

وإذا لم يفلح الزجر البسيط في دفع أردوغان إلى تغيير سلوكه، يتعين التفكير في عقوبة أشد. وقد اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مراجعة القواعد الخاصة بالاتحاد الأوروبي، وهي بالمثل لا تسمح بطرد أي عضو. ويستطيع بايدن أيضا أن يطلق بالون اختبار فيما يتعلق بالناتو في هذا الشأن.

وفي حين أن أردوغان قد يرد على هذا التأنيب/ التوبيخ بالتهديد بالانسحاب من الناتو، ليس من المرجح أن يمضي قدما في هذا الاتجاه: فمن ناحية، لا تسمح المخاطر التي تحيط باقتصاد بلاده بأي مساحة لخلاف مستدام مع الغرب، كما أنه في ظل سعي أردوغان لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التركية المقررة العام المقبل، وكذلك تجاذبات الحرب الاوكرانية

وفي الختام، يوصي التقرير بأن تكون رسالة الناتو لأردوغان بسيطة، ومفادها: لا يمكن أن يكون أمن الناتو رهينة في يد جانح يكرر الفعل نفسه، وهذا هو وقت توجيه هذه الرسالة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى