الاحتلال التركي يقيم عشرات القواعد العسكرية في عمق الأراضي السورية

بالتزامن مع حشدها العسكري الكبير، وعلى عكس ما كانت تروّج له؛ حوّلت دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها، المناطق الآمنة في شمال وشرق سوريا، عقب احتلالها، إلى ثكنات عسكرية كبيرة في إطار مخططات عدوانية مستقبلية.

تشير المعلومات والمعطيات خلال أكثر من عامين إلى أن المنطقة الممتدة من سري كانية – رأس العين حتى كري سبي – تل أبيض تشهد أكبر عملية تثبيت للقواعد العسكرية في منطقة سورية من قبل جيش الاحتلال التركي.

حيث بدأ المحتل بعمليات بناء القواعد العسكرية عقب احتلاله لكري سبي وسري كانيه والتي تهجر منها قرابة ثلاثمئة ألف مواطن وذلك خلال عدوان الاحتلال التركي على المنطقة في تشرين الأول من عام ألفين وتسعة عشر.

أكثر من 52 قاعدة عسكرية للاحتلال التركي داخل الأراضي السورية

ووفقاً لعمليات التوثيق فإن هناك أكثر من اثنين وخمسين قاعدة عسكرية مجهزة بأنواع مختلفة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة وبداخلها الآلاف من جنود الاحتلال في المنطقة الممتدة بطول مئة وخمسة وثلاثين كيلومتر وعمق ثلاثين كيلو متر.

ففي ناحية عين عيسى تم إنشاء اثنتين وعشرين قاعدة عسكرية, أما في سري كانية وريف تل تمر وزركان هناك أكثر من ثلاثين قاعدة عسكرية. تستخدمها دولة الاحتلال لإطلاق الصواريخ على المناطق الآمنة وقرى المدنيين الأمر الذي دفعهم لترك منازلهم بسبب تعرضهم للقصف بشكل شبه يومي.

ففي عين عيسى وحدها تسببت هجمات الدولة الفاشية التركية بفقدان وإصابة ثمانية وخمسين مواطناً من بينهم ثلاثة وثلاثين طفلاً أصيب بعضهم بإعاقات دائمة.

الحدود المصطنعة والقواعد العسكرية تكشف نوايا الاحتلال بضم المناطق المحتلة لأراضيه

ولم يتوقف المحتل التركي عند إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة بل بادر إلى بناء حدود مصطنعة بطول مئتين وثلاثين كيلومتر داخل الأراضي السورية عبر حفر خندق بعمق أربعة أمتار في مسعى منه لعزل مناطق كري سبي وسري كانية المحتلة بالكامل هادفاً إلى بسط سيطرته على كافة المناطق الواقعة على شمال الطريق الدولي إم فور.

المحتل التركي يسعى لتحويل المناطق المحتلة إلى خزانٍ بشري للمرتزقة التابعين له

وتعمل دولة الاحتلال جاهدة على بث الفتنة بين المكونات لاسيما بين الكرد والعرب الأمر الذي يضمن لها البقاء الطويل مع احتدام الصراع على الأراضي السورية.

مستغلة الوضع المأساوي للسوريين الذين أنهكتهم رحى الحرب في بلادهم وتسعى لتحويلهم إلى مرتزقة تستخدمهم في حروبها سواء داخل سوريا أوخارجها مقابل مبالغ مالية.

النظام التركي الفاشي يسعى لإحياء “الميثاق الملي” في الشمال السوري

ولم يعد خافياً على أحد بأن الاحتلال التركي بات يسعى إلى تمهيد الطريق أمام احتلال المناطق السورية في سياق خططه لإعادة إحياء ما يسمى “الميثاق الملي” الذي يقضي، وفق الرؤية الفاشية التركية، بضرورة احتلال كامل جغرافيا الشمال السوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى